لاجئون بمستويات عملية من دون وثائق في أوروبا..هذا هو الحل
يتساءل الكثير عن مصير ألاف اللاجئين الذين انتشروا في أوروبا , خاصة من ذوي المؤهلات العلمية الذين ضيعوا كل وثائقهم هروبا من جحيم الحروب, إلا أن مجلس أوروبا أطلق حلولا , حيث مكن للاجئين الذين أنهوا المرحلة الثانوية أو التحقوا بالجامعة في بلدانهم الأصلية، أن يستفيدوا من معادلة وتقييم مستواهم التعليمي.
يجد كثير من اللاجئين بعد وصولهم إلى أوروبا،أنفسهم في مواجهة كم هائل من الأوراق، قبل البدء بحياة جديدة وإثبات أنفسهم وقدراتهم في البلد المضيف. ويزداد الأمر صعوبة إذا لم يكن لدى الشخص وثائق تثبت شخصيته ومؤهلاته العلمية والمهنية، إذ قد يكون نسيها في بيته حيث كان عليه الخروج والهرب بسرعة لإنقاذ حياته أو يمكن أن يكون قد فقدها وضاعت منه خلال رحلة الهروب واللجوء القاسية والطويلة.
إقرأ أيضا/ أكثر من 670 ألف طفل سوري يدرسون في المدارس التركية
ومن هذا المنطلق , أطلق مجلس أوروبا الذي تأسس عام 1949 ويضم 47 دولة، مشروعا عام 2017 يهدف إلى تبسيط جزء من هذه العملية. ويمكن للاجئين الذين أنهوا المرحلة الثانوية أو التحقوا بالجامعة في بلدانهم الأصلية، أن يستفيدوا من معادلة وتقييم مستواهم التعليمي.
إذا كان اللاجئ قادرا على إثبات مستوى معين من المعرفة أو التأهيل، فإنه يحصل على وثيقة تسمى “جواز سفر المؤهلات الأوروبية للاجئين”، وهي تمنح للاجئين الذين أثبتوا تأهيلهم العلمي دون أن يتمنكونامن تقديم وثيقة أو شهادة رسمية تدل على ذلك. وتتضمن هذه الوثيقة معلومات عنن هوية اللاجئ الشخصية ومؤهلاته العلمية وخبراته العملية واللغوية.
ويستند مشروع مجلس أوروبا إلى مشروع آخر ناجح مشابه له في النرويج، وكان نموذجا لوضع وثيقة تقييمية صالحة في كافة أنحاء أوروبا. وصرح لمهاجر نيوز سيور بيرغان، رئيس قسم التربية في مجلس أوروبا، بأن “الفكرة الكامنة وراء هذه العملية التقيمية (المشروع)، هي تمكين اللاجئين من استخدام جوازات السفر هذه في مختلف الظروف، ولدى انتقالهم إلى بلدان أوروبية أخرى”. وأضاف أن هذه الوثيقة “ليست مثل حيازة الوثائق الأصلية، لكنها تبقى ثاني أفضل خيار”.
ووفقا للموقع الإلكتروني لمجلس أوروبا فإن “الفكرة والهدف هو أنه ينبغي قبول هذه المعلومات وتفسيرها بسهولة في أي بلد أوروبي كان. وعلى المدى الطويل، يمكن لهذه الطريقة أن توفر نفقات على البلد المضيف من خلال تسهيل وتسريع عملية تقييم مؤهلات اللاجئين”.
لكن ذلك لا يعني أن “جواز السفر” هذا بديل لوثائق إثبات الهوية أو وثائق إثبات المؤهلات العلملية، كما أنه لا يضمن لحامله الحصول على منصب أو عمل أو الدراسة. لكن قد يتيح المجال للتقدم إلى وظيقة ما في مجال تخصصه أو متابعة تحصيله العلمي. وهذا يمكن بدروه يمكن أن يسهل ويسرع اندماج اللاجئ في المجمتع الجديد.
قبل كل شيء، يتم اختيار المشاركين، الأمر الذى تم القيام به حتى الآن في اليونان من قبل وزارة التربية والتعليم والشؤون الدينية. حيث يتم إرسال استبيان قبل حوالي ثلاثة أسابيع من بدء عملية التقييم، وعلى المشاركين بالإجابة عليها خلال أسبوعين، وخلال أسبوع بعد ذلك يقوم المشرفون على التقييم بمراجعة الإجابات. بعد ذلك، تجرى مقابلات مع المشاركين تدوم 45 دقيقة إلى ساعة واحدة، ثم يتخذ القرار بشأن منح المتقدم “جواز السفر” أو رفض طلبه وعدم منحه الجواز. وعادىة ما يجري المقابلة شخصان أحدهما يجب أن يتقن لغة مقدم الطلب ونظام التعليم في بلده الأصلي ليتمكن من تدقيق المعلومات التي يقدمها صاحب الطلب والتحقق منها، حسب ما صرح به بيرغان لمهاجر نيوز.
ويشرف على هذا المشروع، إدارة التعليم التابعة لمجلس أوروبا، ويدعمه مكتب المفوضية السامية لللاجئين التابعة للأمم المتحدة في اليونان وتشارك فيه وزارة التعليم اليونانية ومراكز الإعتراف ومعادلة المؤهلات العلمية في اليونان وإيطاليا والنرويج والمملكة المتحدة.
من المقرر توسيع المشروع ليشمل إيطاليا أيضا خلال العام الحالي. ويقول سيور بيرغان، رئيس قسم التربية في مجلس أوروبا، لمهاجر نيوز “إننا نبدأ الآن المرحلة الثانية من المشروع”. ويضيف “نأمل في اختبار المزيد من الاختبارات عبر الإنترنت”. ووفقا لبيرغان، هناك خطط مستقبلية لاعتماد “مجموعة من المقيميمين وتدريبهم على منهجية العمل، مع ضرورة امتلاكمهم لمعرفة خاصة بمناطق محددة من العالم” ويضيف بأن هؤلاء الخبراء سيمكنهم إجراء مقابلات التقييم عبر سكايب.
وهناك أيضا مشاريع مستقبلية بشأن تقدبم معلومات عن المشروع للاجئين لدى تقديمهم لطلبات لجوئهم في اليونان وربما في إيطاليا أيضا. وفي الوقت الحالي، يجب على اللاجئين الراغبين في معادلة شهاداتهم العلمية ومؤهلاتهم المهنية مراجعة وزارة التربية والتعليم اليونانية.