لماذا يفضل العرب قضاء الصيف في تركيا؟
كثيرةٌ هي الأسباب التي تجعل من تركيا وجهة سياحية عالمية يفضلها السياح من مختلف دول العالم، ومن الدول العربية على وجه التحديد، أبرزها الطبيعة الخلابة والمناخ المعتدل والتقارب الثقافي بالإضافة إلى الاستقرار السياسي وانخفاض التكاليف نسبياً.
وتتميز تركيا بأنها موطن تجتمع فيه سياحة الأعمال والمؤتمرات وسياحة الشواطئ والسياحة الثقافية والدينية، وسياحة الاستجمام، والسياحة الأثرية.
ومن أبرز نقاط الجذب السياحي خلال الصيف الشواطئ التركية الواسعة والتي تطل على العديد من البحار في المنطقة، أبرزها شواطئ البحر الأبيض المتوسط التي تتميز باعتدال درجات حرارتها صيفا وشتاء.
إضافة إلى الشواطئ الجميلة، تحتضن تركيا الكثير من الرياضات، أبرزها القفز المظلي والغوص والمناطيد، ورياضة التزلج على المياه، إضافة إلى المخيمات الصيفية التي يتم إقامة المئات منها سنويا، على ظهور التلال والجبال.
وتحظى الثقافة التركية التي تلتقي فيها الثقافات الغربية والشرقية باهتمام السياح الشرق أوسطيين، كما أن تركيا تعد وجهة مثالية إذا ما أخذنا التكاليف المادية بالحسبان.
وبهذا الصدد، يقول محمد عارف صاحب شركة سياحية بإسطنبول إن "الإقبال السياحي يزداد بشكل مطرد منذ انتهاء شهر رمضان المبارك، ونلاحظ بأن موسم السياحة لهذا العام أفضل مما كان عليه في السنوات الأخيرة".
وأضاف، إن "أسبابا تقف خلف الإقبال السياحي الكبير إلى تركيا، أهمها قدوم موسم الصيف".
وأشار إلى دور الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وحسمها من الجولة الأولى في تنشيط السياحة الوافدة، بسبب تعزيز الاستقرار السياسي في البلاد، بالتالي زيادة أعداد السياح.
وأوضح بأن "انخفاض العملة التركية في الشهرين الأخيرين، ساهم بشكل إيجابي في زيادة أعداد السياح، نظرا لانخفاض قيمة الليرة أمام العملات الصعبة، وهذا يقلل على السائح المصاريف السياحية، بخلاف ما كانت عليه المواسم الماضية".
بدوره، قال"حازم علاف" مدير شركة سياحية، إن "هنالك إقبالا كبيرا بالنسبة إلى السياح العرب، وأتوقع أن تزداد الأعداد بشكل كبير بعد انتهاء المونديال الذي يجري في روسيا، لأن أغلب العرب توجهوا إلى روسيا لحضور المونديال".
وأضاف "سبق في الفترة الماضية أن كانت انتخابات رئاسية وبرلمانية، وما أن انتهت الانتخابات حتى بدأت أعداد ووفود السياح تزداد بشكل مطرد".
ونوه بأن "نسبة من الدول العربية لا تحتاج فيزا إلى تركيا للقدوم للسياحة، وهذا يسهل على السائح القدوم بشكل سريع دون أي تكاليف على الفيزا".
وتسمح القوانين التركية بالإقامة في تركيا من نحو 30 إلى 90 يوما، دون الحاجة إلى فيزا سياحية لعشرات الدول، وهذا له دور كبير في استقطاب السياح.
من جانبه قال "عمر جولحة" وهو صاحب شركة للاستشارات القانونية، إنه "خلال الفترة الأخيرة ازدادت أعداد الراغبين العرب في القدوم إلى تركيا، إما بحثا عن العمل، أو للإقامة وللاستثمار، أو الدراسة والسياحة بكل أنواعها".
ولفت "جولحة" إلى أن الظروف السيئة التي تعاني منها بعض الدول العربية، والتشديد أيضا على المقيمين في الدول الخليجية، بعد الارتفاع الكبير للضرائب فيها وانخفاض الرواتب، أدى إلى توجه السياح والمستثمرين من الدول العربية إلى تركيا.
وأضاف، إن "انخفاض العملة التركية أمام العملات الصعبة، والاستقرار السياسي والأمني الذي تشهده البلاد، والإنجازات الاقتصادية والتنموية الكبيرة التي حققتها تركيا خلال الأعوام الماضية، أدى إلى أن تركيا أصبحت قبلة لملايين السياح، بأسعار معقولة.
وتستهدف تركيا استقطاب 36 مليون سائح أجنبي خلال العام الحالي 2018، بعائدات تصل 34 مليار دولار.
وكانت البلاد قد استقبلت خلال العام الماضي 32.4 مليون سائح، وبلغت عائداتها من السياحة نحو 26 مليار دولار.
وصعدت السياحة الوافدة إلى تركيا من دول عربية، مثل الجزائر وتونس والمغرب ومصر وليبيا والسودان، في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، إلى 384.335 ألفا، من 272.051 ألفا في الفترة المقابلة من 2017.
اقرأ أيضاً | العرب يمثلون ربع زائري إسطنبول خلال الثلث الأول من 2018