العثور على 3 تماثيل عمرها 2100 عام بولاية أوردو

منذ ثماني سنوات، يواصل فريق تركي للتنقيب عن الآثار حفريات في قلعة "قورول" بمنطقة "ألتون أوردو" بولاية أوردو المطلة على البحر الأسود شرقي تركيا، وخلال تلك السنوات عثروا على العديد من التماثيل في الموقع.

ومؤخراً عثر الفريق المكون من 35 شخصاً من قسم الآثار في جامعة "غازي" بالعاصمة التركية أنقرة، على 3 تماثيل، تُقّدر أعمارها بألفين ومائة عام، يجسد أحدها "إله النبيذ "ديونيزوس"وهو شريك الإلهة "كوبيلي"، والآخر "إله المراعي بان"، أما الثالث فهو عبارة عن إناء على شكل حيوان شبيه بالماعز.

وبهذا الصدد، قال رئيس قسم الآثار في جامعة "غازي"، البروفيسور "سليمان يوجل شنيورت"، إن تلك "التماثيل مصنوعة من التراكوتا (الطين)؛ الأول لديونيزوس وهو طفل، والآخر للإله بان (حسب الميثولوجيا الإغريقية هو إله المراعي والصيد البري) الذي تولى رعاية الأول، أما الثالث فهو لأوانٍ على شكل حيوانات شبيهة بالماعز ذات صلة بطقوس ديونيسوس وبان، كانت تستخدم في الاحتفالات".

وأوضح شنيورت، بأن "الإله ديونيسوس"، "ينحدر من منطقة الأناضول، وهو من عرّف المأساة والمسرحية والكوميديا للإغريق"، و"هو إله مهم يمثل النبيذ والمهرجان، والربيع، والتجدد، والولادة، والموت، والحصاد، والبركة".

وأضاف "بدأت أعمال الحفريات للعام الحالي خلال فترة، وصادفنا مجموعة تماثيل جديدة في موقع قريب من سطح الأرض، نعتقد أنه يعود لمعبد، وتم العثور على التماثيل ضمن منطقة طقوس دينية".

وأوضح أن تاريخ قلعة "قورول"، يعود لـ 2300 عام، ونقلت تركيا إلى أجندة العالم حينما عثر فيها على تمثال رخامي لـ "الإلهة كوبيلي" عام 2016.

وأشار إلى أن أعمال التنقيب تواصل تقديم مساهمة كبيرة لإماطة اللثام عن الموقع الأثري بالمنطقة، مضيفا: "نتوقع المزيد من الاكتشافات المختلفة المتعلقة بديونيسوس".

فيما أكد مدير الثقافة والسياحة بولاية أوردو، أوغور توبارلاق بأن الموقع يعد "أول منطقة تنقيب في منطقة البحر الأسود"، و"أوردو ستكون في الواجهة ليست فقط من خلال مناظرها الطبيعية الخلابة، إنما عبر قيمها الثقافية والثرية أيضا".

وأعرب توبارلاق عن سعادتهم بتلك الاكتشافات الجديدة قائلا "سررنا كثيرا من اكتشاف أثار كهذه، في الوقت الذي تتواصل فيه أعمالنا الرامية لإنشاء متحف في مركز المدينة، أثق وأتمنى أن يعثر فريق التنقيب على آثار جديدة".

وقبل نحو عامين، عثر الفريق على تمثال رخامي لـ "الإلهة كوبيلي" التي سماها الرومان بـ "أم الآلهة العظيمة" في قلعة "قورول"، ويزيد عمره عن ألفين و100 عام.

وتعد "كوبيلي" -إلهة الجبال والطبيعة والخصوبة لدى شعوب آسيا الصغرى- إحدى آخر "الآلهة" التي اضمحلت عبادتها بعد ظهور المسيحية، وقد انتقلت ثقافة كوبيلي إلى اليونان في بدايات القرن السادس قبل الميلاد ووصلت منها إلى روما عام 204 قبل الميلاد.