خان زازادين بقونية..شاهد على احتضان قوافل السفر على مر التاريخ

خان زازادين بقونية..شاهد على احتضان قوافل السفر على مر التاريخ
خان زازادين بقونية..شاهد على احتضان قوافل السفر على مر التاريخ

خان زازادين بقونية..شاهد على احتضان قوافل السفر على مر التاريخ

 خان "زازادين" بولاية قونية وسط تركي ...هو أحد أكبر خانات منطقة الأناضول، ممن احتضنت قوافل السفر على مر التاريخ.وساهم الخان في توسيع الفعاليات التجارية، حيث لا يزال يحافظ - حتى يومنا- على رونقه التاريخي، وجماله المعماري.

وتمثل مئات الخانات، التي شيدها السلاجقة بكثرة في منطقة الأناضول، الأهمية الكبرى التي أولاها الأتراك قديما للتجارة، وكرم الضيافة، ومفهوم الدولة الاجتماعية. وأعطى السلاجقة أهمية كبيرة لبناء خانات القوافل في منطقة الأناضول منذ القرن الثاني عشر.

وأمر السلاطين السلاجقة ببناء خانات القوافل بكثافة بفارق مسافات تتراوح بين 30 و40 كم؛ بهدف تعزيز الأنشطة التجارية في المنطقة، حيث جرى بنائها على الطرقات التجارية بعيدًا عن التجمعات السكنية. ويُعرف عن خان "زازادين"، الذي يبعد 22 كيلو متراً عن مركز ولاية قونية، بأنه من أجمل الخانات معمارياً ضمن سلسلة الخانات السلجوقية.

وتظهر الوثائق التاريخية، أن أعمال بناء خان "زازادين" بدأت عام 1235 خلال عهد السلطان السلجوقي علاء الدين كيكوبات، وانتهت عام 1237 في عهد نجله غياث الدين كيخسرو الثاني. يقول البروفسور علي باش، عضو هيئة التدريس في قسم تاريخ الفنون بجامعة سلجوق، للأناضول، إن خانات القوافل، كانت من أهم الصروح والأبنية خلال العهد السلجوقي.


إقرا أيضاI العثور على حمام تاريخي يعود للقرن الـ13 الميلادي


وأضاف أنه عند الحديث عن خانات القوافل في تركيا، فإن أول مدينة تتبادر إلى الأذهان، هي قونية التي كانت في الماضي عاصمة لسلاجقة الأناضول.

وأشار الأكاديمي التركي إلى أن بدايات أعمال الحفر والتنقيب في خان "زازادين"، بدأت عام 1996، وبمشاركة من أكاديميي قسم تاريخ الفنون بجامعة سلجوق. وأوضح "باش" أن العديد من أقسام الخان، تم ترميمها في عام 2017 من قبل بلدية سلجوقلو بقونية.

من جهته، قال الدكتور شكري دورسون، الباحث في قسم تاريخ الفنون بجامعة سلجوقلو، إن بناء الخانات اكتسب أهمية كبيرة في عهد السلاجقة بشكل عام، وخلال فترة حكم علاء الدين كيكوبات بشكل خاص. وأوضح "دورسون" الذي له عدة أبحاث تاريخية حول الخانات، أن السلاجقة بنوا خان "زازادين" في موقع يعد نقطة التقاء العديد من الطرق التجارية.

وأشار إلى وجود لوحتين عند مدخل الخان وعلى باب قسمه المغلق، يتضمنان معلومات عن باني الخان. وتابع قائلاً: "بحسب هاتين اللوحتين، فإنه تم بناء الخان من جانب سعد الدين كوبيك، أحد وزراء الدولة السلجوقية والذي بات يُذكر بكثرة خلال الآونة الأخيرة بفضل المسلسل التاريخي قيامة أرطغرل. وهناك توقعات بأن كوبيك كان هو المعماري الذي صمم الخان".

وحول تسمية الخان بهذا الاسم، قال الباحث التركي، إنه، وخلال سنوات تشييد الخان كان يطلق عليه "خان سعد الدين"، إلا أنه تعرض للتحريف على مر الزمان إلى أن بات يعرف بين العامة بـ"خان زازادين" واختتم "دورسون" بالإشارة إلى أن الخان، الذي استضاف آلاف القوافل التجارية على مدى مئات السنين، يعد من أهم المعالم التاريخية التي تسلط الضوء على الفترة السلجوقية.

مشاركة على: