هل تتخلى تركيا عن 27 بالمائة من احتياجاتها النفطية القادمة من إيران؟

هل تتخلى تركيا عن 27 بالمائة من احتياجاتها النفطية القادمة من إيران؟
هل تتخلى تركيا عن 27 بالمائة من احتياجاتها النفطية القادمة من إيران؟

هل تتخلى تركيا عن 27 بالمائة من احتياجاتها النفطية القادمة من إيران؟

إسطنبول - نيو ترك بوست

مع اقتراب موعد إنهاء كل الاستثناءات التي منحتها الولايات المتحدة لمستوردي النفط الإيراني، باتت الأضواء مسلطة على مدى اعتماد تركيا على نفط طهران، وما إذا كانت ستعارض العقوبات اأمريكية أم أنها ستتجه لبدائل "صعبة وأشبه بالمستحيلة".

وتظهر الأرقام التي استقاها الكاتب المتخصص في الشأن التركي، إسماعيل كايا ونشرها على صفحته في "فيسبوك"، اعتماد تركيا على إيران بشكل أساسي في سد احتياجاتها الضخمة من النفط والغاز الطبيعي وباسعار تفضيلية نوعاً ما وبتكاليف نقل أقل من غيرها من الخيارات الأخرى.

ففي عام 2017، استوردت تركيا من إيران ما مجمله 11.5 مليار طن من المشتقات النفطية، وهو ما يعادل 27٪ من إجمالي ما استوردته في ذلك العام، بينما حلت روسيا في المرتبة الثانية بنسبة 18٪، والعراق في المرتبة الثالثة بنسبة 16.5٪، وحلت الهند رابعة بـ8٪ والسعودية خامسة بـ5٪، كما تستورد كميات أقل من الكويت واليونان وبلغاريا وإسرائيل وإيطاليا.

وتحل إيران في المرتبة الثانية بين أكبر الموردين للغاز الطبيعي إلى تركيا، تصل إلى 17٪، بعد روسيا التي تأتي أولا بنسبة تصل إلى 52٪، إذ استوردت أنقرة من طهران في عام 2017 قرابة 10 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، فيما تؤمن باقي احتياجاتها من أذربيجان و الجزائر ونيجيريا.

بذلك يكون التعامل مع طهران، حاجة ملحة بالنسبة إلى أنقرة، في حين أن مسألة البحث عن بدائل تعد صعبة كما أنها تحتاج لسنوات من التخطيط والتجهيز وإمداد خطوط نقل جديدة بعيداً عن جارتها القريبة.

ويزداد الأمر صعوبة في ظل أزمة انخفاض الليرة التركية التي فقدت 40٪ من قيمتها ما رفع فاتورة واردات الطاقة بشكل هائل على الحكومة التركية كونها تستوردها بالعملات الأجنبية، ومع وصول نسبة التضخم في البلاد إلى قرابة 30٪.

من ناحية أخرى، تنظر تركيا إلى العقوبات الأمريكية ضد إيران، من منظور سياسي يكمن في مخططات واشنطن الرامية إلى إحداث فوضي في طهران وإسقاط النظام السياسي، وهو ما تعارضه تركيا باعتباره يمثل تهديداً مباشراً على أمنها القومي، في وقت يؤكد فيه مراقبون أتراك أنه "في حال سقطت إيران، ستكون تركيا الهدف المقبل".

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على صادرات النفط الإيرانية بعد أن انسحب الرئيس دونالد ترمب، من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست دول كبرى، في محاولة للضغط على  إيران لتقليص برنامجها النووي.

ومنحت واشنطن استثناءات لثماني دول قلصت مشترياتها من النفط الإيراني سامحة لها بشرائه دون أن تتعرض لعقوبات لمدة ستة أشهر أخرى، وهذه الدول هي الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا وإيطاليا واليونان.

و اعتبارا من 2 مايو/آيار القادم،  لن تمنح وزارة الخارجية بعد ذلك استثناءات من العقوبات لأي دولة تستورد حاليا النفط الخام الإيراني أو مشتقاته.

مشاركة على: