في ثوانٍ معدودة .. الهلال الأحمر التركي يستعرض مسيرة 150 عاماً
إسطنبول - نيو ترك بوست
مع حلول الذكرى الـ 150 على تأسيسها، أنتجت منظمة الهلال الأحمر التركي فيلما تعريفيا يتناول فعالياتها الإغاثية التي أدتها عبر تاريخها، بهدف زيادة الوعي وتحفيز المجتمع في مجال المساعدات الإنسانية.
ويأتي الفيلم ضمن إطار مشروعي "الفيلم الدعائي الخاص بالذكرى 150 للمنظمة"، و"مجموعة الهلال الأحمر"، وجرى طرحه بدعم من مؤسسات إعلامية، وذلك بثلاثة إصدارات، بلغت أطوالها 116 ثانية، و60 ثانية، و45 ثانية.
ويتضمن الفيلم الذي أخرجه التركي سيرتير تيرميك، لقطات حول الحروب والكوارث الطبيعية التي أدت فيها المنظمة خدمات إغاثية مهمة، منذ تأسيسها عام 1868 وحتى هذا اليوم.
ويسرد الفيلم المراحل التاريخية التي واكبتها المنظمة التركية،ويبدأ بلقطة لمؤسسي المنظمة، ومن بينهم ماركو باشا، ثم لقطات تمثيلية من نشاطاتها الإغاثية خلال الحرب العالمية الأولى.
ثم يعرض الفيلم لقطات تصويرية للخدمات الطبية التي قامت بها في علاج مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، خلال معركة "طرابلس الغرب"، أو ما يعرف بالحرب العثمانية الإيطالية عام 1911.
كما يسلط الضوء على خدمات المنظمة خلال كل من الكفاح الوطني أثناء حرب الاستقلال التركية، والزلزال الذي ضرب ولاية أرزينجان عام 1939، وتأسيس المنظمة بنك الدم عام 1957.
ويظهر الفيلم المعونات الإنسانية التي قدمها الهلال الأحمر للقبارصة الأتراك خلال عملية السلام في قبرص عام 1974، وخدماتها الإغاثية خلال زلزال وتسونامي المحيط الهندي في إندونيسيا عام 2004، فضلا عن أنشطتها الإغاثية في سوريا، التي باتت قدوة للعالم أجمع.
اقرأ أيضاً| الهلال الأحمر التركي .. عطاء يتواصل منذ عام 1868
هذا وعُرض الفيلم التعريفي بالمنظمة في ورشة الهلال الأحمر بمنطقة ماسلاك في إسطنبول، بمشاركة رئيس المنظمة كرم قنق، والمخرج "تيرميك"، والملحنة "أكبار".
وقال "قنق" في كلمته خلال الفعالية، إن الفيلم يحكي تاريخ المنظمة طوال 150 عاما، بطريقة شبيهة بالأحلام، موضحاً "الأحلام تستمر بين ثانيتين و20 ثانية، وتمتد وسطيا نحو 6 ثوانٍ، ولكن إذا كانت مؤثرة فإن الحديث عنها يستمر ساعات طويلة، واستوحينا قصة الفيلم من هذه الفكرة".
وتابع "قصتنا الممتدة 150 عاما، هي في الحقيقة قصة الشعب التركي، إنها قصة الشعب الطيب، نحن بحاجة ماسة إلى أشخاص طيبين وفعل الخير في هذه الأيام، ولذلك أنتجنا الفيلم بهدف تحفيز الناس على فعل الخير وتقديم مساعدات إنسانية".
وأشار إلى أن "أتاتورك" أصيب في ليبيا خلال معركة طرابلس الغرب، وأنه خضع للعلاج في مستشفى الهلال الأحمر في ذلك الوقت.
بدوره، قال المخرج "تيرميك" في كلمته، إن إنتاج الفيلم استغرق قرابة 4 أشهر.
فيما أوضحت الملحنة "أكبار" أنها وافقت على عرض المشاركة في الفيلم فورا، رغم ضيق وقتها بسبب كثافة أعمالها، مؤكدة أن مشاركتها في قصة الهلال الأحمر تعد مشروعا مميزا بالنسبة إليها.
وتأسست منظمة الهلال الأحمر التركي، في 11 يونيو/ حزيران عام 1868، واعتمدت على التبرعات في أداء فعالياتها الإغاثية التي تتنوع في مجالات عدة، مثل مساعدة منكوبي الكوارث، وخدمات التبرع بالدم، والمساعدات الدولية، والخدمات الاجتماعية، وخدمات الهجرة واللاجئين، وخدمات التشخيص الطبي والعلاج، وقطاع المياه المعدنية، وخدمات التعليم والشباب.
وفي الأعوام الثلاثة الأخيرة، وسّعت منظمة الهلال الأحمر من أنشطتها الإغاثية، وازداد عدد من تلقوا مساعداتها الإنسانية من 3 ملايين و500 ألف شخص، في 20 دولة، قبل 3 أعوام، إلى 7 ملايين شخص في 53 دولة، العام الماضي.
ويولي الهلال الأحمر أهمية كبيرة لتقديم المساعدات الإنسانية حول العالم، حيث وصلت مساعداتها بشكل عام إلى ملايين المحتاجين في 151 دولة، منذ تأسيسها قبل قرن ونصف.