مسلمو البوسنة يعيدون افتتاح مسجد عثماني دمرته الحرب

افتتح آلاف المسلمين في بلدة فوتشا في البوسنة، يوم السبت، مسجداً تاريخياً يعود إلى العهد العثماني، وذلك بعد مرور نحو نصف قرن على تدميره على يد قوات صرب البوسنة خلال الحرب في تسعينيات القرن الماضي.

ويعد مسجد ألاجا الذي يعود للقرن السادس عشر، أحد أبرز روائع الفن المعماري العثماني الكلاسيكي في البلقان، قبل تدميره خلال الحرب التي دارت بين عامي 1992 و1995 على يد قوات صرب البوسنة.

ويقع المسجد في واد على نهر درينا ويعرف أيضا بالمسجد الملون، وهو واحد من 17 مسجدا عثمانيا في فوتشا، دمرت خمسة منها خلال الحرب العالمية الثانية، وهدمت المساجد الباقية وعددها 12 مسجدا خلال حرب البوسنة.

وفي عام 2012، بدأت العمل في إعادة بناء المسجد بتمويل من الحكومتين التركية والأمريكية.

وقال حسين كافازوفيتش زعيم الطائفة المسلمة في البوسنة، أثناء مراسم الافتتاح، ”نشهد اليوم ميلاد أمل جديد في أن يجد الناس السلام في هذا المكان“.

من جانبه، أوضح محمد يوسيتش رئيس المجلس البلدي لفوتشا، أن المسجد الذي أعيد بناؤه يجدد الأمل في عودة سكان ما قبل الحرب ويتيح ”بداية جديدة في فوتشا“.

وأكد سليمان جماليا (65 عاما)، أحد المصلين، أن ”كل ما له علاقة بالإسلام من حضارة أو ثقافة دُمر“.

وشهدت بلدة فوتشا بشرق البوسنة عمليات اضطهاد وقتل جماعي لغير الصرب أثناء الصراع الذي دار بين البوشناق المسلمين والصرب الأرثوذوكس والكروات الكاثوليك، ولا تزال البلاد حتى يومنا هذا تشهد انقسامات على أسس عرقية.

وقبل الحرب كانت نسبة المسلمين البوسنيين، أو البوشناق، 51 في المئة من إجمالي عدد السكان بالمدينة البالغ 41 ألف شخص، بينما كان معظم الباقين من الصرب. والآن لم يتبق سوى ألف شخص من البوشناق وسط السكان البالغ عددهم 18 ألفا.