جبل أولوداغ التركي .. هواءٌ نقي فيه شفاء للناس

جبل أولوداغ التركي .. هواءٌ نقي فيه شفاء للناس
جبل أولوداغ التركي .. هواءٌ نقي فيه شفاء للناس

جبل أولوداغ التركي .. هواءٌ نقي فيه شفاء للناس

بورصة - نيو ترك بوست

يعد جبل أولوداغ بولاية بورصة شمال غربي تركيا، وجهة علاجية يقصدها المرضى الباحثون عن الهواء النقي -صيفاً وشتاء- بعيداً عن تلوث المدن.

وخلال السنوات الأخيرة، حظي الجبل بإقبال متزايد لا سيما من قبل الذين يعانون من الأمراض الصدرية، حيث يتميز الجبل بهوائه النقي على ارتفاعات محددة والذي يفيد في علاج تلك الأمراض.

وفي هذا الإطار، يقول رئيس قسم الأمراض الصدرية في كلية الطب بجامعة بورصة أولوداغ، محمد قره داغ، إن الهواء النقي في ارتفاعات محددة من الجبل يفيد في علاج عدد من الأمراض الصدرية.

وأضاف في حديثه لوكالة "الأناضول" التركية، أن المصابين بتلك الأمراض يعانون من مشاكل في تدفق الأكسجين بعد تجاوز ارتفاع ألفين و400 متر، حيث ينحفض الضغط الجوي في المرتفعات، ما يؤدي إلى تناقص كميات الأكسجين.

وأوضح أن كمية الأوكسجين الداخلة إلى الرئتين في عمليتي تنفس قرب البحر، تدخل إلى الرئتين في 4 عمليات تنفس في المرتفعات التي تبلغ أكثر من ألفي متر، الأمر الذي يدفع للقيام بعملية التنفس بشكل أسرع، لافتاً إلى أن هذا الأمر قد يعتبر جيدا من حيث تدريبات التنفس.

وأضحى الجبل في السنوات الأخيرة مقصداً للكثير من المرضى الفارين من الرطوبة وتلوث الهواء في المدن، بعد بناء مديرية الحدائق الوطنية في أولوداغ، عددا من الأكواخ الخشبية في منطقتي صاري ألان، وجوبان قايا.

وتبلغ قيمة استئجار الكوخ لليوم الواحد 28 ليرة تركية فقط (حوالي 5 دولارات)، ويعاني 70 بالمئة من نزلاء الأكواخ بعض الأمراض الصدرية، وفي الوقت الذي تصل فيه الحرارة 35 درجة، تنخفض درجات الحرارة في جبل أولوداغ بشكل كبير لدرجة تستدعي تشغيل المدافئ ليلا.

وقال نهاد بيدر أوغلو، وهو أحد نزلاء الأكواخ، إن ابنه يعاني من مرض الصرع منذ كان في الرابعة من عمره، وأنه زار الكثير من الأطباء بهدف علاجه، إلا أن التغيير الوحيد الذي شهده كان في الأدوية فقط، دون أن تشهد حالته أي تحسن.

وأضاف: "فيما بعد، أوصاني أحد الأطباء بجعله يتنفس الهواء قرب أشجار الصنوبر، فأخذنا بداية بالتخييم في منطقة قوجة يايلا بولاية جنق قلعة (غرب)، لمدة 4 سنوات، لكن حالته لم تتحسن".

وتابع "فيما بعد، بدأنا بالتخييم في جبل أولوداغ، وتحديدا منذ حوالي 13 عاماً، وأتقدم بالشكر للمسؤولين هنا لقيامهم ببناء الأكواخ، قبل 4 أعوام".

ومضى بالقول: "صحيح أن حالة ابني لم تتعاف بشكل كامل، لكنها تعتبر أفضل هنا بنسبة 20 بالمئة مقارنة مع هواء المدن".

من جانبها، قالت خديحة قاتي أوغلو، إنها تقضي عطلة الصيف في جبل أولوداغ منذ 17 عاما، حيث كانوا يقيمون في الخيام بداية، ومن ثم في الأكواخ الخشبية لدى بنائها قبل 4 أعوام.

وأكدت أنهم يواصلون حياتهم هنا بشكل طبيعي، حيث يشعلون المدفأة ليلا مع انخفاض درجات الحرارة، ويقضون أوقاتا ممتعة مع جيرانهم، ويخرجون للمشي سوياً في كثير من الأوقات.‎

وأفادت أنها تعاني من مرض الربو منذ طفولتها، مضيفة أن الهواء الملوث والضجيج والرطوبة في المدن، يدفعها لزيارة أولوداغ طوال الصيف، حيث تقضي 4 أشهر متواصلة.

ولفتت إلى أن علاقات التعاون تسود بين الجيران في الأكواخ، حيث ينزل أحدهم إلى المدن بشكل دوري ويشتري كافة احتياجات المقيمين في الأكواخ، كما يأتي أحيانا أهالي القرى المجاورة ويبيعون بعض المنتجات الريفية في الجبل.

بدوره، أفاد عزت قاتي أوغلو، للأناضول، بأنه يعاني من مرض السرطان، وأن طبيبه أوصاه بزيارة الجبال لنقاء هوائها، فجاء إلى جبل أولوداغ بناء على ذلك.

وأردف أن حالته تحسنت جدا في أولوداغ، حيث يزور الجبل سنويا اعتبارا من مايو/ أيار، ويظل لغاية سبتمبر/ أيلول.

وأشار إلى وجود اختلافات كبيرة بين هواء المدن وهواء الجبال، واصفا الهواء في أولوداغ بالعلاج الطبيعي.
 

مشاركة على: