سلسلة تأملت 2
تأملتُ.. في مفهوم "السجن"
نعرف ان السجن يكون ممقوتا اذا ضاقت عليك حوائطه الاربع، ولكن هل يكون سجنا ايضا ان لم يسمح لك بالعوده الي وطنك فتسجن خارج حدود وحوائط بلــدك؟
إعلم بأن السجن أنواع، والخروج من أيٍ كان نوعها او مساحتها، لن يكون الا باللجوء اليه سبحانه عبر قلبك، اليس هو الواسع والباسط! فمعه يبسط لك الكون كُله ومعه تستظل في سعته والناس من حولك يظلون في اقفاصهم الارضيه.
في اقفاص أرضيه هُم مسجونون، فتألمت وقلت ما عساي يا ربي أن أفعل كي أُخرجهم مما هم فيه! أدعائي يزيل عنهم تلك الاغلال!، أم أصرخ من داخلي المفجوع بما أجدهم عليه من حال، لعلهم يدركون المنفذ الذي اطالعه بأم عيني، ولكن لم لا يرونهم هم ايضاً، حزنت وتألمت على مصابهم فقررت ان اخلد في قفص سعته الرحبه سبحانه وأدعهم يتألمون في قفصهم الارضي الضيق، حدود ضيقهم قارات الارض السبعه، اما حدودي أنا سعة أسمائه الحسنى وصفاته، فاستيقظت، فإذا بي أجد نفسيى في "الحقيقة" بينما كانوا هم في "الواقع".
تأملتُ..فأبكتني لحظه ( القُفال) وهي اللحظه التي يحتشد فيها المآت من أهالي العائدين من سفن الغوص الخليجية ، ينتظرون بترقب الاخبار، أخبار الرزق، واخبار من صمد، والكل يحاول جاهداً التعرف على من فاز فقدم سالماً ومن طواه الموج فاصبح عدم، بين مشاعر من الشوق ومشاعر الخوف ومشاعر الفرحه ومشاعر من لا يعرف ما ينتظره من قدر، استحضرت ( قُفال) يوم ينقضي الحساب امام مشهد مهيب امام رب العالمين، بكيت،بينما هم فرحون يُسمعونك أهازيج بحرية تُشعرك تارة بالفرح وتارة بالحنين، فهل أفرح لانني سأكون ممن فزت لاكون مع الراجعين المطمئنين أم ساكون ممن التقمهم موج الدنيا الفاني الذي افناني معهم، اللهم قدر لي لأن اكون مع اهل القُفال يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم