الحرب الدينية وانتفاضة ثالثة

الحرب الدينية وانتفاضة ثالثة
الحرب الدينية وانتفاضة ثالثة

الحرب الدينية وانتفاضة ثالثة


  هل خطوة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإزالة البوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة التي كانت قد نصبتها عند مداخل المسجد الأقصى المبارك، وشروعها إقامة بنية تحتية، عبر مد مزيدا من الجسور والكوابل لوضع نظام مراقبة بديل يقوم على تنصيب كاميرات حرارية ذكية في العديد من الأماكن، هو بداية النهاية لأعمال الحفر المتقطع التي بدأت به منذ فترة تحت المسجد الاقصى، بإعتبارها الفرصة المناسبة لاستكمال الحفر في الامكنة الاكثر اهمية وذات الصلة بتحقيق المشروع الاساس ألا وهو هدم المسجد تمهيدا لاعادة بناء هيكل سليمان ؟!

  في المفهوم اليهودي يعتبر الهيكل أساس العقيدة، وهو السبب الرئيسى لإستعمار فلسطين، وهم يقولون بانهم لم يأتُ لبناء مستعمرات وبناء دولة، وانما لتحقيق حلم الهيكل، بدليل قول احد الحاخامات اليهود "لا اسرائيل بدون القدس، ولا قدس بدون الهيكل". ولهذا يدّعي اليهود أن عودة ملكهم لن تكون إلا بالرجوع إلى القدس وإعادة بناء الهيكل، وبأن المسجد الأقصى ُبني على أنقاض الهيكل، مما يعني أنه لابد من هدم المسجد الأقصى لإعادة بناء الهيكل، وأن ممكلة اليهود لن تقوم إلا بذلك.

 ومنذ عام 1926 والاحتلال الاسرائيلي يمارس شتّى انواع الاستباحة للمسجد المبارك، كما لم يترك وسيلة الا ويستخدمها من اجل ضرب هيبة المقام وهز اسسه ومرتكزاته الدينية والمعنوية واحضار الفتن واستفزاز المسلمين، وصولا الى الذروة خلال الفترة القريبة الماضية وحتى يومنا هذا، مع قيامهم بتدمير القدس رويدا رويدا، وتفجير عدد من المساجد لمحوا المعالم الاسلامية للمدينة واستبدالها ببناء معالم يهودية تحمل اسماء تلمودية، كما حصل قبل نحو اسبوعين في قيام طواقم تابعة لبلدية الاحتلال بتغيير اسمي شارع ومغارة السلطان سليمان، واستبدالهما بشارع ومغارة "الصديق الياهو"، وذلك في المنطقة الواقعة بين بابي العامود والساهرة، من بوابات البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، كما وانها استقدمت حفارة صغيرة داخل المغارة دون معرفة الاهداف.

 


المراقبون الفلسطينيون وغير الفلسطينيين يحذّرون من أن يكون تصاعد التوتر بين الفلسطينيين وإسرائيل أخيرا في القدس بمثابة فتيل انفجار جديد في الصراع الحاصل لتهويد القدس، والمساس بالمسجد الأقصى المبارك. وبعضهم يذهب اكثر من ذلك للتحذير من اندلاع حرب دينية في المنطقة. وهو ما قاله الكاتب الفلسطيني أحمد رفيق عوض " أن الصراع الديني عمليا بدأ يدق الأبواب بقوة وبأيد كثيرة، وقد يكون وقع فعلا بشكل تدريجي وخطير". ويرى أن "الأحزاب الدينية القومية المتطرفة في إسرائيل تريد انتهاز الفرصة حاليا لفرض تقسيم المسجد الأقصى وربما إقامة الهيكل اليهودي مكانه استغلالا للانقسام الفلسطيني الداخلي والانشغال العربي عن الوضع الفلسطيني". ليكمل عضو الكنيست جمال زحلاقة بتحذير من ان "ما يجري سيؤدي الى انتفاضة ثالثة".

  مهما حصل، فإن المسجد الاقصى سيكون من اليوم وصاعداً في عين العاصفة، والعنوان الاول والاخير للصراعات والنزاعات السياسية والدينية " ليقضي الله أمرًا كان مفعولا ". 
 

مشاركة على: