رساله من مواطن سوري لرئيس بلدية اسطنبول اكرم امام اوغلو
السيد أكرم إمام أوغلو المحترم
رئيس بلدية إسطنبول الكبرى
■ أسعدني جداً كسوري أن أكون شاهداً على حالة رائعة من حرية الاختيار للشعب التركي في إسطنبول، وأفرحني جداً أنّ الشعب التركي الواعي قال كلمته واختار بنفسه ممثلين له في البلديات التركية واختارك كذلك رئيساً لبلدية إسطنبول الكبرى.
■ لذلك أقول لك: مبروك لك ثقة شعبك بك واختيارهم لك وأعانك الله على المسؤولية التي تنتظرك، ومن خلال معرفتنا بتاريخك الرائع في رئاسة بلدية بيليك دوزو فنحن على ثقة أن رئاستك لبلدية إسطنبول ستكون تجربة نافعة لك وللشعب الذي اختارك ولكل من يقيم في إسطنبول من أتراك وأجانب بما فيهم السوريون.
■ أنا عن نفسي .. كنت كلما مررت بتجمع لمرشحي الحكومة أو المعارضة يغمرني فرح ممزوج بالحزن..
فرح لأنّ هذه البلد وهذا الشعب العظيم يستحق أنْ يعيش الحرية والتطور
وحزن لأنّني كسوري محروم من ممارسة هذه الحرية في بلدي.
■ إنكم في تركيا يمكن للمعارضة أن تصل إلى رئاسة بلدية أكبر المدن بكل بساطة ويمكن للشعب أن يرفض مرشح الحزب الحاكم وألا يمنحه صوته.
يمكن للمعارض أن يخطب بين جماهيره ثم يعود لبيته ويعودون كذلك بكل أمان.
■ هل تعلم أننا في سورية طيلة خمسين سنة مضت لا يمكن أن يتوظف مستخدم في البلدية أو عامل نظافة إن لم يكن منتسباً للحزب الحاكم؟!
■ هل تعلم يا سيدي أنّ مؤسسات الدولة كالمدارس والمحاكم والمشافي وحتى البرلمان يُرفع عليها علم الدولة السورية وعلم الحزب الحاكم؟!
■ بل ستستغرب إن قلت لك حتى مؤسسات الجيش والشرطة ترفع علم الحزب الحاكم إلى جانب علم الدولة السورية.
■ هل يمكن أن تتخيل الوضع المأساوي الظالم في سورية؟!
يعني أن حزباً واحداً اختصر الحياة السياسية في بلادي، فالعمل السياسي في سورية إما أن يمر من تحت جناح الحكومة أو من خلف قضبان السجن وتحت أنقاض المدن المدمرة التي تقصفها الحكومة السورية مع الحكومتين الروسية والإيرانية منذ ٩ سنوات دون توقف، واستخدمت كل الأسلحة المحرمة دولياً لأجل إسكات المعارضة.
■ نحن السوريون في إسطنبول وفي كل تركيا نتطلع للعودة إلى بلادنا .. ونحترق شوقاً لذلك اليوم، بعد انتهاء سبب تواجدنا هنا.
■ نحن هنا لأننا محرومون من العمل السياسي في بلدنا ولأن الحزب الحاكم يسيطر على مفاصل دولتنا وكل صغيرة وكبيرة فيها، ويعتبر كل من يخالفه أو يعارضه متهماً بخيانة الوطن فيسجنه أو يقتله.
■ إقامتنا بينكم مؤقتة ونتطلع أن نستغلها للاستفادة من تجارب الأتراك في جميع ميادين الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتعليمية، والإنسانية.
ونأمل منكم في بلدية إسطنبول وفي كل تركيا أن تقدموا لنا نماذج وتجارب يمكن أن نستفيد منها عند عودتنا إلى سورية.
■ وأحب في ختام كلامي أن أنقل لك فرح الكثير من السوريين داخل وخارج تركيا بانتخابات البلدية مع أنها لا تخصهم ولكن لأن لدينا مثل عربي يقول:
إذا كان جارك بخير فأنت بخير
نأمل أن يبقى جارنا بخير وأن ينتقل هذا الخير إلى بلادنا كذلك.
وأكرر لك تهنئتي بنجاحك
والسلام عليكم