كيف يحترم الطالب معلمه ؟
أيها الطالب .... احترم معلمك
اهداء لكل معلم في يوم المعلم الفلسطيني 14/12
يجب علينا احترام من يعلمنا وتقديره، فقد قيل: (من علمّني حرفاً كنت له عبداً) فإن فضل المعلم على المتعلم كفضل الرسل على سائر الناس.
وجميعنا كتربويين نتفق على أن ضرورة إقامة علاقة حسنة بين المعلم والطلب اساسها التقدير والاحترام المتبادل.
ولكن من أجل تحقيق هذه المعادلة لابد ان يدرك كل طرف ما هو مطلوب منه حتى يحقق لنفسه وللطرف الآخر التقدير والاحترام المطلوب.
وقبل أن نتحدث عن المطلوب من كليهما يجب أن نبين أهمية العلم والعلماء، سنعرض البعض منها ..
ففي القرآن الكريم وهو أقدس شيء على وجه الأرض عرض الكثير من الآيات التي تشير إلى أهمية العلم . حيث قال تعالى : (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿١﴾) (سورة القلم :آية 1) هذا في فضل العلم ، أما في الإشارة إلى مكانة العلماء فقد قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)) (سورة المجادلة : آية 11)
المعلم صاحب رسالة سامية
إن ما يقدمه المعلم داخل أسوار المدرسة وخارجها يتطلب منه أن يتصف ببعض الصفات التي تميزه عن غيره، تقديراً لذاته ومكانته، فالتدريس الجيد والفعال يعتمد بالدرجة الأولى على شخصية المعلم، وذكائه، ومهاراته التدريسية التي يمتلكها، فالمعلم الناجح لا يتوقف دوره عند حدود التعليم ، وإنما يتخطاها إلى مجالات التربية المختلفة مع طلابه .
فلو رجعنا للتاريخ سنجد أن المعلم حظي بمكانة رفيعة عبر العصور والحضارات والثقافات، وهذا يدل على أن رسالة المعلم رسالة سامية، فعليه يتوقف تقدم الأمم ورقيها وتطورها في شتى المجالات ..
ففي الماضي كان ظهور المعلم في الصف الدراسي أو مكان تلقي العلم يشكل أثراً كبيراً في نفوس المتعلمين، فيتم استقباله بالهيبة والتقدير والاحترام تقديراً لمكانته .
وفي حاضرنا يتفق الجميع في أن بعض الدول الأجنبية وفي مقدمتها اليابان تقدر المعلم حيث يعتبر الشخص الثاني بالدولة، وهذا سر تفوق اليابان العلمي. فهم يؤمنون بأن العلم هو سر التقدم والتميز فهو لا يأتي إلا عبر المعلم . فله مكانة اجتماعية خاصة لدى الأسرة اليابانية، إذ يغرس الوالدان حب المعلم واحترامه في نفوس أبنائهم منذ السنوات الأولى للدراسة، ما يوفر للمعلم سلطة كبيرة في تعامله مع الطلاب في كافة المراحل، حتى ولو زادت أعداد الطلاب داخل الغرفة الصفية، يسيطر عليه المعلم بكل يسر وسهولة، بفضل مكانة المعلم وقوته.
وهذا التقدير نحن أحق به ونحن أمة محمد عليه السلام، نحن أهل القرآن الكريم والخلق الحليم فمعلمنا عظيم وله الكثير من الأحاديث التي وضحت ذلك.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثَةِ، إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) ( ﺻـﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ، ٢٠٠٣ﻡ، حديث ﺭﻗﻢ ١٦٣١).
من أهم الطرق حسب وجهة نظري التي يجب ان يسلكها المعلم حتى ينال احترام وتقدير تلاميذه:
1. احترام المعلم لنفسه من خلال اهتمامه بمظهره وتصرفاته وأقواله وأفعاله أمام تلاميذه، فذلك يكسبه احترامهم وتقديرهم ومحبتهم. فيجب أن يكون المعلم قدوة حسنة لطلابه.
2.الابتعاد عن أسلوب الصراخ والشتم والسخرية. فأكثر ما يؤثر بشخصية الطالب وينفره من معلمه هو أسلوب الصراخ والتهديد والوعيد والسخرية وهذا خطأ شائع تنهي التربية الحديثة عنه وتحذر من عواقبه.
3.ان يبتعد عن استخدام العقاب البدني وعن استخدام العصا في التعامل مع تلاميذه فالعصا ليست الاسلوب الأمثل في تأديب أو تعليم الطالب فهي ليس لغة للتفاهم فلو زرنا كثير من مدراس المراحل الدنيا تجد أن المعلم بدون عصا هو الأكثر محبة وقرباً من نفوس الطلاب، كيف ولو كان حلو اللسان كثير المزاح يشعرهم بالطمأنينة والاستئناس تجدهم يلتفون حوله رغبةً منهم في عدم مفارقته.
4.أن يبدع في ايصال أفكار ومعاني درسه بالشكل الذي يجعل طلبته يقبلون على درسه وحصته دون ملل او سأم مستخدماً أفضل الطرق بأقل وقت وجهد ممكن.
5.تقمص المعلم أو المعلمة لدور الأب أو الأم وكذلك الطبيب النفسي إن اقتضى الأمر في التعامل مع طلبته والتقرب إليهم لمعرفة احتياجاتهم والصعوبات التي تعترضهم فهناك الكثير من الطلاب قد فقدوا الأم أو الأب وبحاجة لمن يعوضهم ذلك.
6.التزام المعلم بمبدأ الاحترام المتبادل واحترام مشاعر وآراء الطلاب فالطالب أياً كان عمره عندما يشتكي أو يحكي بحرقة ويجد من يهتم به ويشاركه محنته أو همه فإن سعادته تصل عنان السماء ويقبل على درسه بذهن صاف .
7. الاهتمام بتقوية الروابط والعلاقات بين الطلاب بمشاركته لهم الأنشطة الصفية واللاصفية بفاعلية ومحبة وتعاون.
احترام الطلاب لمعلميهم ..
يجب على كل أسرة غرس محبة المعلم في نفوس أبنائهم، يجب على كل أب وأم أن لا يسمحوا لأبنائهم بأن يسخروا من شخصية المعلم أو المعلمة مهما كانت الظروف.
فإننا نرى أن ّ السبب الرئيسي لعدم احترام الطلب لمعلمه يعود إلى بيئته الذي عاشها فلو أنهّما ربياه على وجوب احترام أبويه وأقاربه والأكبر منه سناً، كما حثّنا ديننا الإسلامي لنشأ الابن على ذلك وتعوّد عليه مدى الحياة.
كثيراً ما سمعنا من والدينا وأجدادنا كيف كان للمعلم احترامه وتقديره وكيف كان الطلاب بنصتون إليه وينهلون منه العلم بأدب واحترام كأن على رؤوسهم الطير، وكيف كان الطلاب يرتعشون عند رؤيته ليس فقط في المدرسة، ولكن في الشارع أيضاً والأماكن العامة، هذا ليس من الخوف وإنما احتراماً وتقديراً لشخصه العظيم.
حتى أنني أذكر أننا عندما كنا صغاراً كان احترامنا وتقدينا للمعلم أكثر عما هو عليه الآن، لم نكن نجادل المعلم ولم نكن نجرؤ أن نرفع أصواتنا فوق صوته، وكنا نخاف من أن يرانا ونحن نلعب في الشارع أو حتى في فناء المدرسة..
وأخيراً فإننا نقول لكل طالب احترم معلمك حتى لو رأيت منه خطأ فليس بمعصوم، فاستر الخطأ وأسدِ النصيحة بالمعروف والأدب وإياك ونهر المعلم، أو رفع الصوت أمامه.
أيها الطالب اعمل بنصيحة معلمك واستعد لما تحب أن تكون عليه بالمستقبل، فقد تكون معلم الغد، فالدنيا مبنية على المداينة. كما تدين تدان. فتجد من يحبك ويقدرك..