كورونا يعيد تنظيم العلاقات الاجتماعية ويؤثر في العوامل النفسية بين الدول
في ظل ما يواجهه العالم من مشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية وصحية وغيرها فظهور كورونا هاجم المجتمعات الدولية بحروب نفسية وتغيرات اجتماعية أدت إلى زعزعة وتفكيك وإزاحة وعزلة وانفصال وابعاد وانطواء المجتمعات، وبالتالي أصبحت غير قادرة على التدخل والتفاعل فيما بينها، فبدأت التغيرات الاجتماعية في جميع الدول بإغلاق المطارات والحدود الدولية بينها، وفرض شروط على المواطنين في البقاء بالمنازل ومتابعتهم ومراقبتهم، وهذا بالتأكيد سيلعب دور كبير في التغير الاجتماعي والنفسي للمجتمع والمواطن، أصبح هذا المرض مرعبا يخيف العالم بأكمله فقد خلقت وفرضت ظواهر اجتماعية سيئة بين شعوب العالم من الخوف والتوتر والعزلة منعت استمرار العملية التعليمية وتعطلت بعض الوظائف وتقلصت التجمعات والروابط الاجتماعية وأغلقت النوادي الثقافية والرياضية وغيرها من الأنشطة التي ترتبط ترابطا اجتماعيا بين أفراد المجتمعات. إن ما يجري الآن بين دول العالم يستهدف تغير واقع معيشي على المستوى الاجتماعي سيؤدي إلى ظهور ظواهر مبرمجة لتدمير الجانب الاجتماعي بين الشعوب لزيادة الأوضاع أكثر سوداوية وتدهور الرابطة الاجتماعية بين الدول المجاورة لكل مجتمع، وهنا سوف تولد بالمجتمعات الفوضى والفساد بين أفراده وسيكون من الصعب السيطرة على هذا الخوف الذي اكتسبته المجتمعات نتيجة ما فعلته كورونا. ستنفذ جميع طاقات المجتمعات الدولية من السيطرة على هذه الظاهرة والتغيرات التي باتت منتشرة في العالم بأكمله.
وفي ظل التلاحقات والتطورات التي يقوم بها علماء العالم أجمع في بذل جهود قصوى من أجل التوصل للقاح لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح البشرية، ننتقل كأخصائيين نفسيين للنظر لهذا الوباء وتأثيره النفسي على الأفراد.. فهناك الكثير من الأشخاص دب الرعب في قلوبهم وباتو أكثر حرصآ على نظافتهم واعتزال الآخرين، رغم أن ذلك قد يكون سلاح ذو حدين.. ولكن انتشر مؤخرآ ما يزيد حدة قلق الأفراد من خلال بعض المنشورات المروعة والمحبطة والتي تزيد الهلع في النفوس وهنا أود أن أوضح بأنه كلما تأثرت نفسية الفرد سلبآ وازدادت نسبة القلق لديه كلما نقصت مناعته وأصبح عرضة للإصابة بالفايروس بشكل أسرع. لذا علينا أخذ الأمر بأكثر جدية ولكن بشكل مبسط وهآدئ من أجل الوصول إلى التوازن النفسي مما يزيد من مناعة الفرد وقدرة مقاومته على الفايروسات وأغلب الأمراض عمومآ. وفي ظل هذه الفوضى الفيروسية لا أعلم ما هو حال مرضى الوساوس القهرية في هذه الظروف ولكني على يقين بأنهم في حالة يرثى لها، أما مرضى الرهاب فبالتأكيد حدث ولا حرج، سنجدهم في مثل هذه الظروف أكثر عزلة وأكثر قلقآ وخوفآ..
نحن هنا لسنا بصدد التهوين من الأمر لنحافظ على نفسية سليمة ومتزنة ولسنآ كذلك بصدد تهويل الأمور، وإنما أود التأكيد على أن النفسية والجسد مقترنان تمامآ ببعضهما البعض فكلما تأثر جانب تأثر به الآخر.. وهنا دعوة للتوكل على الله وليس التواكل أي أنه علينا الالتزام بتعليمات وزارة الصحة العالمية للوقاية من الفايروس وترك الموضوع لله فقدره يسري أينما حل العبد، وحكمه نافذ فينا وإن كنا في بروج مشيدة.
وبعد أزمة كورونا ستكشف الأبحاث مستقبلآ وذلك ليس ببعيد عن مدى التغيرات في العلاقات الدبلوماسية والتي أصبحت تقام المشاورات الدبلوماسية فيها عن بعد بلا طاولة مفاوضات وقرارات ورقية!
وستكشف دراسات أخرى مدى تأثر تصنيف الدول سياسيآ واقتصاديآ ولربما إعادة هيكلة الحدود من جديد!
أمآ دبلوماسية التعاون ستكون ستار يخفي خلفه الكثير من الحقائق لحين انتهاء الكارثة الفيروسية.
وقد تتدخل العناية الإلهية بوقف هذا الفايروس وبلا لقاح ولكن ستبقى اللعبة السياسية تستحوذ على هذا الوباء العالمي..