من الواضح أن اتفاقية لوزان لم تحتوي على شروط تتعلق بمنع الدولة التركية من التنقيب عن الغاز الطبيعي والبترول وإنما لم تحدد الاتفاقية الحدود البحرية التركية بشكل دقيق خصوصا في البحر المتوسط وعملت الدول المنتصرة من الحرب العالمية الأولى على انتزاع السيادة من الدولة التركية عبر سنوات الق">

تونة 1.. خطوة جديدة نحو بسط السيادة وعودة تركيا القوية

تونة 1.. خطوة جديدة نحو بسط السيادة وعودة تركيا القوية
تونة 1.. خطوة جديدة نحو بسط السيادة وعودة تركيا القوية

تونة 1.. خطوة جديدة نحو بسط السيادة وعودة تركيا القوية

من الواضح أن اتفاقية لوزان لم تحتوي على شروط تتعلق بمنع الدولة التركية من التنقيب عن الغاز الطبيعي والبترول وإنما لم تحدد الاتفاقية الحدود البحرية التركية بشكل دقيق خصوصا في البحر المتوسط وعملت الدول المنتصرة من الحرب العالمية الأولى على انتزاع السيادة من الدولة التركية عبر سنوات القرن الماضي لتضل تركيا تابعة للغرب.

بدأت تركيا في سبعينات القرن الماضي مسلسل التنقيب عن الغاز الطبيعي والبترول ولكن كان ينقصها الإرادة السياسية والتي بدأت في التنامي مع صعود حزب العدالة والتنمية في بداية القرن الواحد والعشرين حيث شهدت تركيا تقلة نوعية في الصناعات المتوسطة والصناعات الحربية وأصبحت تركيا على موعد مع انتاج أول سيارة تركية بمواد خام وتكنولوجيا محلية وغيرها من الانجازات التي تم تحقيقها خلال 19 عام من حكم حزب العدالة والتنمية   الذي يقود تركيا نحو الاستقلال السياسي والاكتفاء الذاتي.

وفق البيانات الصادرة عن مؤسسة البترول التركية BOTAŞ إن تركيا تستورد ما مقداره 45 إلى 50 مليار دولار من الغاز الطبيعي  من عدة مصادر سنوياً حيث تأتي روسيا في المرتبة الأولى على قائمة مصدري الغاز الطبيعي لتركيا بنسبة 33.61%  تليها في المرتبة الثانية أذربيجان بنسبة 21.20% وفي المرتية الثالثة ايران بنسبة  17.11% وتأتي بعد ذلك الجزائر ثم نيجيريا ثم قطر. وعلى صعيد استخدام الغاز الطبيعي المستهلك سنوياً فإن 42% يتم استخدامه في الاشتراكات المنزلية في حين 24% من الغاز المستهلك يستخدم في توليد الطاقة الكهربائية و32% يستخدم لأغراض صناعية.

يعتبر الاعلان التركي اليوم عن اكتشاف مجموعة من حقول الغاز الطبيعي في البحر الأسود تحولاً تاريخياً في تاريخ الجمهورية الحديثة حيث أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحافي من قصر دولمة بهتشة اكتشاف حقل الغاز الطبيعي تونة1 والذي يحتوي على مخزون يقدر بـ 320 متر مكعب من الغاز الطبيعي والذي يمثل وفق الخبراء في هذا المجال ما نسبته 10% من الغاز الطبيعي في منطقة شرق المتوسط والمفاجأة فيما ورد على لسان الرئيس أردوغان بأن هذا الحقل سيكون جاهز للانتاج في العام 2023 أي بعد ثلاث سنوات تقريبا وهي مدة قصيرة جدا في عمر الاكتشافات النفطية.

إن ما يحسب للدولة التركية هو التفليل من الاعتماد على تكنولوجيا الخارج حيث وفرت مئات الملايين من الدولارات ونجحت في البحث والتنقيب عن الغاز الطبيعي والبترول باستخدام الوسائل الوطنية بالاعتماد على الموارد البشرية الذاتية من الأتراك الذين عملوا في شركات تنقيب أوروبية ثم عادوا لخدمة وطنهم وكذلك باستخدام سفينتي البحث والتنقيب التركيتن أورتش ريس وفاتح واللتان تعتبران من ضمن 7 سفن في العالم تمتلك تكنولوجيا متقدمة وبإمكانها اجراء عمليات تنقيب حتى عمق 12.2 ألف متر وفي الأعماق ذات الضغط المرتفع .

إن استمرار هذه الاكتشافات من الغاز الطبيعي والبترول سيحول تركيا تدريجياً من دولة مسنوردة للطاقة إلى دولة مصدرة لها وسيمثل موقع تركيا الجيوسياسي ممراً مهماً للطاقة بين الشرق والغرب وهذه تعتبر خطوة هامة على طريق تركيا القوية.

إن هذا الاعلان التركي سيكون لها نتائج ايجابية على المدى القصير والمتوسط حيث ستكون تركية دولة جاذبة للإستثمار لأن موارد الطاقة الجديدة ستقلل من تكلفة الانتاج وبالتالي سيساهم في التخفيض من نسب البطالة كما سيوفر على خزينة الدولة عشرات المليارات من الدولارات والتي ستعوض العجز في الميزان التجاري المزمن وترفع احتياطات البنك المركزي التركي وستخفف من حجم الدين الخارجي التركي وعلى المدى الطويل سيزيد من رفاهية المواطن التركي وسيساهم في أن تصبح تركيا من أقوى عشر اقتصاديات على مستوى العالم.

إن حقل الغاز الطبيعي تونة واحد خطوة جديدة في الطريق نحو تركيا القوية صاحبة السيادة والقرار السياسي المستقل.

مشاركة على: