"نحلة سعيدة للبيع" .. كيف يفكر أطفال غزة في ظل الحرب؟
بقلم:أمينة سعيد
مررت يوما في شوارع مخيم النصيرات حيث كنت نازحة، وشاهدت في رحلتي الصباحية التي اعتدت عليها مشيا على الأقدام البسطات الصغيرة التي كان يقف خلفها أطفال صغار منهم من يبيع المعلبات،ومنهم من يبيع قطعا من الحلوى،ومنهم من يبيع أدوات التنظيف المنزلية، ومنهم من يبيع الكعك،وغيره من الأشياء ولكن لفت انتباهي فتاة كانت تجلس أمام منزلها وتضع طاولة صغيرة تعرض فيها بعضا من الأساور والخواتم التي كانت تقتنيها وغيرها من الحلي المصنوعة من الخرز وهي بالطبع أغراضها ومن المؤكد أنها كانت ترتديها في الأعياد أو في مناسباتها الجميلة.
وعلى طاولة مجاورة كانت تعرض أشياء أخرى يا ترى ماذا كانت تعرض ؟
صغيرتنا كانت تعرض قصص جمعتها وانتهت من قراءتها وكانت تحتفظ بها في مكتبتها الخاصة.
الجميل أنها كانت تنادي على زبائنها بأعلى صوتها تعالوا اشتروا عندنا خواتم عندنا أساور عندنا قصص جميلة ،ومن بين القصص كانت قصة النحلة السعيدة.
وهذا كان مشروعها حيث بات أطفالنا يبحثون عن مشاريع صغيرة لعلها تدر عليهم أرباحًا صغيرة، حيث أصبح الجميع فيها يريد أن يكون له مشروعه الخاص به.
فصاحبة قصة النحلة لا أعتقد أنها سعيدة بعد أن أجبرتها الحرب على ترك مدرستها وصديقاتها وباتت تعرض أغراضها التي لم تعد تحتاجها في وقتنا الصعب هذا للبيع.
ولم تكن هذه الطفلة التي كانت تنادي بأعلى صوتها لتجلب الزبائن للشراء منها هي الوحيدة في هذا المخيم ، و بات أمر التفكير في إقامة مشروع يؤرق كل طفل
وهذا حال أطفالنا من بائع للكعك إلى بائع للمعلبات وأشياء كثيرة أصبحت تباع.
وإن عدت لصاحبة قصة النحلة السعيدة وسألناها يا صغيرتي الجميلة إذا كانت نحلتك سعيدة فهل أنت سعيدة ؟
من المؤكد أن سعادتها أن تشعر بالأمان وأن تعود لمدرستها وصديقاتها وتعود من جديد لتشتري القصص و تقرأهم وتحتفظ بهم ولا تجبر على بيعهم.
كنت أتمنى أن أشتري منها كل القصص التي جمعتهم و جميع اغرضها لكي تشعر أن مشروعها الصغير حقق نجاحاً، عندها ستفكر في مشروع جديد وتمضي تنادي على زبائنها بعد أن طارت نحلتها السعيدة .