على وشك الوصول ..أبرز المظاهر الرمضانية المشتركة بين العرب والأتراك
عاش العرب والأتراك منذ قرون طويلة متجاورين، مما أدى إلى جعلهم يتشاركون في العادات والتقاليد الرمضانية الإسلامية على امتداد جغرافيا واسعة.
ولعب التواصل التركي العربي في السنوات الأخيرة دور كبير في رفع درجة التقارب بين عادات الشعوب.
فتركيا التي تحتضن أعداد كبيرة من العرب ،تشهد تقارب العادات بين الشعبين العربي والتركي، وخلال شهر رمضان بشكل خاص تبرز هذه العادات وتظهر في الأسواق بشكل واضح.
ومن أولى العادات الرمضانية المشتركة بين العرب والأتراك ،فرحة الاستقبال بالتهاني والزينات والمكانة الخاصة للشهر الفضيل بأبعاده الروحية والاجتماعية، حيث اعتاد الأتراك والعرب استقبال شهر رمضان بفرحة وحماس كبيرة.
ويحرص الشعب التركي كما هو عند العرب أيضاً على تزيين المنازل والدور، أو وضع فوانيس تحمل التبريكات وعبارات "رمضان كريم" و"تقبل الله الطاعات" ومثلها من العبارات الحماسية.
بالإضافة إلى ذلك بمجرد الإعلان عن دخول الشهر الفضيل يتبادل الأتراك مثل العرب التهاني بحلول الشهر الكريم عبر تبادل الرسائل القصيرة، والمنشورات المرئية من صور وفيديوهات تعبر عن الترحيب بشهر رمضان.
ومن المظاهر أيضاً تقاسم العبادات والتشارك فيها عبر قراءة القرآن والأدعية والصلوات، حيث يعد الجانب الروحي من أبرز الجوانب التي تبرز الجوانب المعنوية والروحية والدينية لشهر الصوم.
وخلال الشهر تتكثف التلاوات القرآنية وختم القرآن والأدعية، فضلا عن الصلوات الجماعية بمختلف الأوقات، خاصة في صلاة التراويح.
مظهر آخر يحافظ على أصالته ، وهو المسحراتي ومدفع رمضان، وهي مظاهر قديمة لكنها لا تزال موجودة لدى الدول العربية وفي تركيا، حيث أن المسحراتي في تركيا ينشد أناشيد خاصة ويتجول في الأحياء، وكذلك في الدول العربية يمسك طبلته لإيقاظ الناس للسحور.
أيضاً الحلويات الخاصة بالشهر الكريم، حيث أن هناك حلويات يتكثف تناولها خلال شهر الخير، وكما للأتراك حلويات خاصة مناسبة للصيام مثل "الغولاج" والبقلاوة، فإن "القطائف" تتربع على موائد الطعام العربية.
ومن مظاهر سلطان الشهور المشتركة أيضاً المشاركة في موائد الإفطار الجماعية وموائد الرحمن، حيث أن هناك أبعاد اجتماعية للشهر الكريم تتمثل بلم شمل العوائل على مائدة الإفطار بانتظام، ودعوة الأهل والأحباب والأقارب والأصدقاء إلى تلك الموائد وتبادل المحبة والبركة، وتقاسم لقمة الخبز.
تبادل وتهادي الأطعمة والحلويات بين الأهل والجيران والأصدقاء، وهي عادات موجودة بشكل دائم لدى المجتمعات العربية والمجتمع التركي، ولكن هذه العادة تزاد في شهر رمضان بشكل مكثف.
كما هو معروف شهر رمضان شهر الخير، وفيه يتم التبرع للفقراء والمحتاجين بشكل كبير، إذ يغتنم الصائمون العرب والأتراك فرصة الشهر من أجل بذل ما لديهم للمحتاجين والفقراء، حيث يكثر العطاء خلال هذه الأيام الفضيلة.
ومن مظاهر التعاضد أيضا توزيع المساعدات الإغاثية للمحتاجين، ويتم إعداد طرد رمضاني في تركيا يحتوي مواد أساسية غذائية تقدم للمحتاجين، وكذلك يتم توزيع مستلزمات مادية وعينية في الدول العربية.
للأسواق طعم خاص في رمضان ، فهي تشهد فرحة الصائمين، ولعل من أبرز المظاهر التي يمكن رصدها هي الأسواق التي تشهد كثافة من قبل الصائمين المتسوقين، وخاصة خلال شراء الحاجيات الطازجة من المحلات والمتاجر.