نصائح لكل مسلم لاستقبال شهر رمضان المبارك
كان من عادة السلف رضوان الله عليهم أن يستقبلوا شهر رمضان المبارك بالبهجة والسرور، وكانوا يترقبون قدومه بفارغ الصبر.
حتى إذا دخل عليهم شهر رجب كانوا يَبتهِلون إلى الله بالدعاء قائلين: "اللهم بارك في رجب وشعبان وبَلِّغْنا رمضان"، ونحن على دربهم نسير.
شهر رمضان شهر مبارك اختصه الله تعالى باعتباره منحةً للأمة الإسلامية، حيث أن الكتب السماوية جميعًا نزلت في شهر رمضان؛ كما كلَّفنا الله تعالى بصيام هذا الشهر وقيامه، وندبنا إلى كثرة الخيرات والأعمال الصالحة فيه، حتى نثبّت معاني الخير والدين في أنفسنا.
1-رمضان فرصة لتجديد النية
يجب على المسلم استقبال شهر رمضان بتصحيح النية؛ بالشوق للعبادة فيه، واستشعار أن الله سبحانه وتعالى أراد للمسلمين الاحتفال برمضان بشرع وشريعة الإسلام، وليس بشرع وشريعة الجاهلية.
بمعنى أن كثير من الناس يقطع ليله في سماع الأغاني والتمثيليات وإلى غير ذلك، وإنما ليل رمضان للقيام وقراءة القرآن، والنهار للصيام والعمل، ولذلك وقعت معارك الإسلام الكبرى طوال التاريخ في شهر رمضان لتعلمنا أن رمضان شهر الطاعة والجهاد.
2-رمضان موسم الطاعات
يجب على المسلم أن يجعل هذا الشهر موسمًا للخير والبركات جميعًا، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدارس جبريل القرآن في رمضان، فإذا تركه جبريل خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أجود بالخير من الريح المُرْسَلة، ولا تقتصر العبادة فقط على قراءة القرآن بل أن يبادر المسلم لقيام الليل واتباع الأذكار وأن يسارع في الخيرات بكافة أشكالها واطيافها بهدف أن يكون من العتقاء من النار.
3- رمضان موسم التربية الأخلاقية
ينبغي أن يكون رمضان موسمًا للتربية الأخلاقية؛ إذ أن نهج الصائم هو الصيام عن اللغو في القول والعمل، وضبط الجوارح في الوقوع فيما حرم الله تعالى، وفي هذا فائدة عظيمة، كأنها أداة لإعادة ضبط النفس وترويضها.
ومن أهم ما يجب ذكره في هذا المقام أنه ينبغي أن يكون المسلم في رمضان هادئًا مطمئنًا مسالمًا، فإن سابَّه أحد أو شاتمه، فليقل: إني صائم.. إني صائم، ولا يتبادل معه السباب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق والمسلم يتعلم في هذا الشهر من ألوان التربية الخلقية والعملية.