ارتباط وثيق.. ملامح التقارب في العادات والتقاليد بين العرب والأتراك

 ارتباط وثيق.. ملامح التقارب في العادات والتقاليد بين العرب والأتراك
ارتباط وثيق.. ملامح التقارب في العادات والتقاليد بين العرب والأتراك

ارتباط وثيق.. ملامح التقارب في العادات والتقاليد بين العرب والأتراك

تشتهر تركيا الجميلة، بالعديد من العادات والتقاليد التي تختلف عن باقي الثقافات في المنطقة وبالرغم من ذلك يوجد بعض العادات التركية التي تشابه العادات العربية مثل احتفالات عيد الأضحى ومشروبات الشاي التي تحتل مكانة هامة في العديد من الثقافات.

والمتابع للتاريخ يرى ارتباط تركيا بالعالم العربي ،لذا لا يُستغرب تشابه بعض العادات والتقاليد بين البلدان العربية وتركيا.

ومن خلال التقرير التالي سنستعرض معًا بعض العادات والتقاليد التركية المتشابهة مع تلك الشائعة في الثقافة العربية.

تاريخ الثقافة التركية وتأثرها بالحضارات المتعاقبة

عندما تتحدث عن تركيا، فإن الثقافة هي واحدة من أهم العناصر التي تميزها. إنّ تاريخ الثقافة التركية طويل ويعود لآلاف السنين، وقد تأثرت بالحضارات المتعاقبة التي امتدت عبر العالم القديم. 

وتمثلت بداية تلك الثقافة في إمبراطورية الليديان والتي شكلت في ذلك الوقت مملكة هيطية. ومن ثم تأثرت تلك الثقافة بالإمبراطورية الفارسية واليونانية والرومانية.

بعد ذلك، انطلقت تركيا في مسارها الخاص وقدمت إسلامًا قائمًا على التعددية الثقافية والعرقية.

 وتأثّرت تركيا بالعثمانيين والذين حكموا البلاد لمدة خمس قرون، وخلّدوا في التاريخ العديد من العادات والتقاليد التي ما زالت موجودة إلى اليوم.

كما تأثرت تركيا بالحضارات الشرقية والغربية، ومن الملاحظ أن العديد من العادات والتقاليد العربية مشتركة مع الثقافة التركية. 

وتشكلت هذه التقاليد بعد الاحتلال العثماني للشرق الأوسط والتي أدت إلى تبادل الثقافات بين العرب والأتراك والفرس والكرد.

ويعتبر تاريخ الثقافة التركية غنياً بالتأثيرات المتعددة والتي تركت انعكاساتها على المجتمع التركي اليوم، ومازالت هناك العديد من العادات والتقاليد القديمة ما زالت حاضرة في قرى تركيا حتى اليوم، والتي تشكل نقطة تميز للثقافة التركية.

خلع الحذاء ورش الماء والملح 

تتشابه التقاليد العربية والتركية في بعض الأمور، حيث تعتبر عدة عادات وتقاليد مشتركة بين الثقافتين. من بين هذه العادات، تأتي عادات خلع الحذاء ورش الماء والملح.

و في تركيا، يتم خلع الحذاء دائماً قبل دخول المنزل، ويتم رش الماء والملح خلف الشخص الذي يغادر المنزل، ويفترض أن يكون هذا الشخص على وشك السفر، وراء الظهر، قصد القضاء على الحسد والشر.

وعلى الرغم من أن هذه العادة تعتبر غريبة للعديد من الأشخاص، إلا أنها شائعة بين الدول العربية، حيث يقوم الأشخاص برش الماء والملح قبل السفر لدرء النحس والوقاية من الأشرار.

 ومن المهم الإلمام بتلك التقاليد لتجنب الإساءة إلى الثقافة الأخرى، والتفسيرات المختلفة لتلك العادات والتقاليد. ومن الضروري أن يستمر التعلم المتبادل للثقافات المختلفة لتعزيز التفاهم والاحترام بين الشعوب.

العين الزرقاء كعلامة للحسد في التقاليد الزواج العربية والتركية

عندما تفكر في تقاليد الزواج العربية والتركية، فمن المرجح أن تأتي إلى ذهنك العين الزرقاء، والتي تُستخدم كعلامة للحسد. ففي هذه الثقافات، يعتقد الناس أن الحسد يمكن أن يسبب الشر للعروس والعريس في يوم زواجهما ،ويعتبر الحفاظ على العين الزرقاء واحدًا من التقاليد الزواج في الثقافات العربية والتركية. ففي عادات الزواج، يتم وضع الخرز الأزرق على شكل مجوهرات على العروس والعريس وحتى على المركبات التي يستخدمونها.

و يعتقد أن هذه الخرزة الزرقاء تحمي العريس والعروس من الحسد والعين، وأنها تجلب الحظ الجيد في حياتهم المشتركة. ويعتبر الاحتفاظ بهذه العادة في زفافك جزءًا من الثقافة العربية والتركية.

شراء الخاتم وضرب العريس في مظاهر الزواج المشتركة بين العرب والأتراك

فيما يتعلق بمظاهر الزواج المشتركة بين العرب والأتراك، تعد شراء الخاتم وضرب العريس من بين أهمها. يشتري العريس في العادة الخاتم لعروسه، وهناك بعض العادات المشتركة في الشراء، بما في ذلك "التراضي على السعر"، حيث يشترك الاثنان معًا في تحديد السعر الذي يناسبهما.

وفي تقاليد الأتراك، يتم تجنيد أصدقاء العريس لتنفيذ عملية ضربه قبل حفل الزفاف! تحديدًا في الليلة السابقة لليوم الكبير (السهرة)، يقوم أصدقاء العريس بتعليقه من ساحة المدينة وتسليمه إلى كافة السكان الذين يتزحزحون في الأزقة.

لا تختلف عادات العرب الكثير عن الأتراك حيث يتم أحيانًا ضرب العريس بطريقة مماثلة، وعادة ما يتم توظيف أفراد من الأسرتين (صديقا العريس والعروسة) للقيام بذلك. على الرغم من أن هذه المظاهر تبدو قاسية للبعض، إلا أنه تعتبر كوسيلة لإظهار الحب والود بين أفراد العائلتين ويعتبر العريس منتميًا إلى عائلتها الجديدة.

هذه العادات المشتركة بين العرب والأتراك تعبر عن الثقافة والتقاليد العريقة المتبعة منذ العصور القديمة. وبالرغم من التحولات الاجتماعية والثقافية الكبيرة التي شهدها العالم خلال القرن الماضي، إلا أن الأشياء الصغيرة مثل هذه المظاهر الزواجية الأصيلة والقديمة مازالت حتى يومنا هذا تجمع بين الثقافة العربية والثقافة التركية.

التقاليد التركية في شهر رمضان وعيد الفطر

تلتزم تركيا بتقاليد عريقة في الاحتفال بالأعياد الدينية، ومن بينها شهر رمضان وعيد الفطر. خلال رمضان، تنعم الشوارع بأجواء رمضانية خاصة، حيث يتم إضاءة المساجد والشوارع، وتتجه الأسر للصلاة وتناول وجبات الإفطار الرمضانية معاً. كما تكثر الأنشطة والفعاليات التي تتمحور حول الشهر الفضيل، مثل توزيع الطعام للفقراء والمحتاجين، وتوزيع الهدايا والصدقات.

وبعد انتهاء شهر رمضان، يحتفل الأتراك بعيد الفطر المبارك، وتتمثل التقاليد في قضاء هذه الأيام مع الأسرة الكبيرة، حيث يتزين الأطفال ويحصلون على الهدايا والمكافآت. ويزور الأتراك جميع أفراد العائلة والأصدقاء، ويتبادلون التهاني والتبريكات.

إضافةً إلى ذلك، يعتبر عيد الفطر فرصةً للتضامن والتكافل، حيث يتبرع الأتراك للفقراء والمحتاجين، وتمنح الهدايا والصدقات في هذا الوقت. ويعتبر هذا التفاعل الإنساني جزءًا لا يتجزأ من التقاليد التركية في عيد الفطر.

اختلافات تفاصيل الزواج في العادات العربية والتركية

تتباين العادات والتقاليد في الزواج بين العرب والترك، فقد يكون هناك بعض المشابهات فيما بينهما، ولكن بالطبع الاختلافات تسود في التفاصيل. فمن المعروف أنه في الثقافة التركية، تنتشر التقاليد القديمة التي استمدتها من حضاراتها المتعاقبة والمختلطة. وعلى الرغم من أن التقاليد الزوجية قد تأثرت بشكل كبير بعقود من الزمن، فإن بعض العادات القديمة لا تزال موجودة في بعض القرى في جميع أنحاء البلاد.

و تأتي أولى خطوات الزواج في العالم العربي بعقد خطبة، وتُعد تقاليد الخطبة والتقدم لخطبة العروس في اليومين الأحد أو الخميس فقط من الأيام الجيدة، حيث يعتقد الأتراك أيضًا أن الأيام الجيدة تجلب الحظ للعروسين.

ويشتهر الزفاف العربي بتقاليده الخاصة، ومنها التقليد الشهير لخلع الحذاء ورش الماء والملح، ومثل هذا التقليد يستخدم في تركيا أيضًا. وتعتبر العين الزرقاء علامة للحسد في الثقافة العربية والتركية بشكل مشترك، حيث يتخذ الأزواج إجراءات احترازية لحماية نفسيهم من الحسد.

وفي المظاهر الزواجية المشتركة بين العرب والترك، يشتري العريس عادة خاتم الزواج، يقوم بفعل بعض الألعاب في المنزل، ثم يذهب إلى منزل العروس. وتحضّر العرائس وأهلهن حفلًا لاستقبال العريس، وعند وصوله يتم ضربه وبعدها يقدم العريس هدايا للعروس وأسرتها.

وتعرف التقاليد التركية في شهر رمضان وعيد الفطر، وهناك بعض التقاليد الخاصة بزمن الزفاف، حيث يجتمع الأهل والأقارب في عيدٍ كبيرٍ خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، ويتم التخطيط للزواج في هذا العيد.

ومع ذلك، يجب ملاحظة أن التفاصيل الزوجية تتباين حتى بين المحافظات في تركيا والدول العربية، وذلك لأن التقاليد والعادات هي انعكاس لثقافات الشعوب، وهو أمر طبيعي في تجمعات البشر. لذلك يمكن القول إن بعض العادات والتقاليد التركية قد تشابه بعض العادات والتقاليد العربية، ولكن يبقى التميز الثقافي لكل شعب أمرًا هامًا ولا يمكن إغفاله.

مشاركة على: