المحيا ..إرث رمضاني يزين منارات المساجد التركية في رمضان

المحيا ..إرث رمضاني يزين منارات المساجد التركية في رمضان
المحيا ..إرث رمضاني يزين منارات المساجد التركية في رمضان

المحيا ..إرث رمضاني يزين منارات المساجد التركية في رمضان

اعداد:أمينة سعيد
رمضان في تركيا له طابع خاص ويرجع ذلك لأنه بلد يمتلئ بالتاريخ والثقافة والحضارة الممتدة لآلاف السنين ,ولأن رمضان سيد الشهور كان المسلمين الأتراك يهتمون به كثيراً ولهم فيه عادات وطقوس مختلفة و متنوعة فمن هذه العادات عادة المحيا وهي عادة رمضانية حافظ عليها الأتراك لنحو خمسة قرون وإن تغيرت أدواتها عبر السنين وهي كلمات تتلألأ في السماء بدأت بجمل أحرفها عربية مكتوبة بمشاعل ومصابيح زيتية تحولت الأحرف إلى للاتينية والمصابيح إلى كهربائية لكن جملها حافظت على المضمون والرسالة في بداية رمضان
وأصل هذه الكلمة مأخوذ من كلمة “حياة” وتعني، حسب القاموس التركي، شهر الحياة، ويزيّن الأتراك منارات المساجد خاصة في شهر رمضان لتصويره كشهر الحياة المبارك.
والهدف من التزيين توجيه الناس نحو الإحسان والثواب وإعطائهم رسائل جيدة نحو الخير. يُطلق الأتراك على كاتب عبارات الزينة المضيئة ورابطها فوق منارات المساجد اسم “المحياجي“.
ويعكف المختصون على تعليق المحيا بين المآذن مثل مآذن مسجد السليمانية التاريخي في اسطنبول ،وتشمل المحيا جملاً  ترحيبية بالشهر الكريم وبعض الأحاديث النبوية والحكم إلى جانب الجمل التي تتعلق بليلة القدر أو التوحيد لا إله إلا الله وتختم هذه العبارات بجمل تودع الشهر الفضيل أو تستقبل العيد
وتتزين سماء تركيا بمعرض للكتابة في السماء منذ غروب الشمس وحتى شروقها ولأصول هذه العادة حكاية وبدئت قصته مع مؤذن خطاط صنع كلمة مضيئة أعجب السلطان بها وأمر أن تعلق بين المآذن في رمضان حينها وفي غياب الكهرباء والمباني الشاهقة كان المحيا أمراً عجيباً
ومنذ ذلك الوقت وعادة المحيا مازالت مستمرة عند الأتراك بالرغم من التطور الكبير الذي يعيشه العالم لم تفقد هذه العادة ألقها لدى كثير من الأتراك هي عادة عثمانية يعتزون بها ورثوها عن أجدادهم حتى أصبحت جزء لا يتجزأ من ثقافتهم في رمضان .
فلا يمكن أن تتخيل تركيا بدون المحيا فتعد موروث رمضاني قديم لها تأثير معنوي كبير جداً على الأتراك في شهر رمضان .
جدير ذكره أن الفريق المختص بالإشراف على المحيا يحرص على تغيير هذه الجمل أربع أو خمس مرات في مساجد اسطنبول التاريخية خلال شهر رمضان مهما كانت الظروف المناخية.
ومازال الأتراك يتمسكون بهذه العادة حتى يومنا هذا فهي لها جذور تاريخية عميقة,ويقال أن حبهم لهذه العادة وتعلقهم بها جعل العثمانيين في كثير من الأحيان يستخدمونها في أوقات الحروب كوسيلة إعلام ولتعبئة الجماهير .
نختم بالقول أن شهر رمضان في تركيا يعكس حالة من التمازج الكبير بين الثقافة المعاصرة والإرث العثماني الأصيل فنجد أن أغلب العادات والتقاليد الرمضانية السائدة في تركيا تعود أصولها إلى العهد العثماني.

مشاركة على: