إطلاق مشروع “فكر تيبيه” الأضخم من نوعه في المجال العقاري
بدأت تركيا منذ عام 2002 باستنفار عمراني كبير، فقد أُطلقت عدة مشاريع لإعادة تأهيل المدن والأحياء، العديد منها نُفذ في أنحاء مخلتفة من البلاد وبعضها مازال تحت الإنشاء أو الدراسة، أسهمت جميعها في رفع جودة المعيشة لدى المواطنين، وذلك لكونها مشاريع آمنة في مواجهة الكوارث الطبيعية من زلازل وغيرها.
ويعدّ مشروع “فكر تيبيه” في هذا المجال أحد أهم المشاريع الاستثمارية العقارية على مستوى تركيا، إذ يقوم في جوهره على تحويل أحد أهم أحياء إسطنبول القديمة والتي تتميز ببنائها العشوائي إلى حي راقي يتميّز بجماله العمراني، ويستخدم أحدث التكنولوجيا والمستلزمات المستخدمة في المجال الإنشائي.
وجاء المشروع نتيجة لاجتماع عدد من أهم الشركات المتخصصة في مجال الإنشاءات، ويهدف إلى تحويل منطقة فكر تيبيه المعروفة بطابعها الشعبي، والمتواجد في واحدة من أهم البقاع الجغرافية في إسطنبول الآسيوية، والمجاورة لشارع بغداد الشهير، إلى حي راقي يضاهي برقيّه أكبر الأحياء المعروفة بجمالها العمراني ليس على مستوى إسطنبول فحسب، وإنما على مستوى تركيا.
ينفذ المشروع على مساحة تصل إلى مليون و350 ألف كيلو متر مربع، ويهدف إلى إنشاء 35 ألف شقة سكنية، و2500 محال تجارية، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من المحال الاجتماعية لتتحول إلى أحد أهم مناطق الجذب في إسطنبول.
وتتميز المنطقة التي تشتمل على المشروع بقربها من محطة الميترو الأنفاق “قاضي كوي، كارتال” وميترو “مرمراي” الرابط بين القسمين الأوروبي والآسيوي، وكذلك بقربها من العديد من الجامعات المعروفة.
منطقة “قاضي كوي” التي يتبع لها المشروع، واحدة من أهم أحياء إسطنبول الآسيوية، وأعرقها، وهي منطقة مطلة على البحر مباشرة. إذ يعد حي قاضي كوي من أقدم أحياء إسطنبول والمتطور باستمرار، ومشروع فكر تيبيه خطوة جديدة ستضيف مفهوما مختلفا فيما يخص الطراز العمراني التي تدخل في إطار مشاريع “إعادة التأهيل العمراني”.
وكذلك من النقاط الأخرى المميزة لمشروع فكر تيبيه بأنه مجاور للطريق السريع “E5” والذي يضفي مزايا مختلفة فيما يخص تسهيل المواصلات وخدمات النقل إلى المنطقة.
وتشير الرؤى العامة حول مشروع “فكر تيبيه” إلى أنه سيكون واحدا من المشاريع التي تتمتع بجودة عالية في البناء، يراعي الناحية الجمالية، ويقاوم الكوارث الطبيعية.
ومن المشاريع الفرعية التي يشتمل عليها المشروع الكبير المشاريع التالية: “أليا لايف، وبروكلين سيتي، وبروكلين لايف، وبروكلين دريم، وبيزنز إسطنبول، وبروكلين بارك، وكونكورد دريم، وإيفين بارك، ومجمعات غوز تيبيه وغيرهم العديد من المشاريع الأخرى”.
وفي تاريخ 5 شباط / فبراير من العام الجاري، وبحضور رئيس الوزراء التركي “بن علي يلدرم” ووزير البيئة والتخطيط العمراني “محمد أوز حسكي” تم وضع حجر الأساس، لأحد الأقسام التابعة لمشروع “فكر تيبيه” الذي يعد أحد أهم وأكبر مشاريع إعادة تأهيل الأحياء والمدن في تركيا.
وزارة البيئة والتخطيط العمراني أحد أهم الشركاء في هذا المشروع الذي يعد الأضخم في تركيا، وتقتصر شراكة الوزارة كما قال “محمد أوزحسكي” وزير البيئة على تقديم الحلول لأبرز المشاكل والعقبات التي قد تعترض المشروع.
نبذة عن المشروع وعدد الشقق السكنية والمراكز التجارية ومكاتب العمل
يبلغ عدد الجزر التي سيشتمل عليها المشروع 15 جزيرة، تم وضع حجر الأساس لـ 13 منها في 5 شباط /فبراير، وكما بُدء بأعمال الهدم في الجزيرتين المتبقيتين بهدف إعادة الإعمار.
وبحسب المعلومات التي أوردها “أوزحسكي” سيتم مع إكمال المشروع المشتمل على 15 جزيرة، افتتاح 10 آلاف و269 قسم مستقل، 9 آلاف و189 منها شقق سكنية، و571 مراكز تجارية، بالإضافة إلى 509 مكتب عمل.
وأشار الوزير إلى أن المشاريع المتعلقة بإعادة التأهيل في منطقة فكر تيبيه لن تقتصر على الجزر التي ورد ذكرها، وإنما يتم العمل على مشاريع تشتمل على 35 ألف شقة سكنية، ستسهم في تنمية الاقتصاد التركي، ذاكرا أن الحد الأقصى لإتمام المشاريع هي 3 سنوات، موضحا أن منتصف عام 2017 سيكون موعدا لبدء الأعمال الخاصة بالمشروع
بمَ يتميز المشروع عن غيره من الناحية الإنشائية والمواد المستخدمة في الإنشاء؟
سيتم استخدام خرسانات تعتمد على نظام التحكم الإلكتروني، الأمر الذي سيزيد من متانة الأبنية ضد الكوارث الطبيعية، وذلك بفضل الرقاقات التي تحتوي عليها في داخلها، كما أنّه سيسهم في تعريف الزبائن الراغبين بشراء شقق سكنية أو مراكز تجارية أو مكاتب عمل، على المتانة العمرانية التي يتمتع بها البناء، وذلك بوساطة النظام الذي يسمّى بـ تطبيق نظام “أر أف أي دي” (RFID) الخاص بالخرسانات”، ومن شأن هذا النظام أن يقوم بالتحذير اللازم والمباشر في حال كانت المادة المستخدمة في الإسمنت منخفضة الجودة.
ولفت الوزير إلى أن هذا التطبيق الذي يعود فضل اكتشافه إلى اليابان يزيد من ثقة الراغبين بامتلاك عقارات ضمن مشروع فكر تيبيه، من خلال المعلومات التي يعمل على تقديميها فيما يخص المتانة ودرجة تحمل الزلازل والكوارث الطبيعية.
وذكر يلدرم في كلمته الافتتاحية التي ألقاها في أثناء مراسم وضع حجر الأساس، بأن هذه الأنواع من المشاريع تهدف إلى تطوير المفهوم العمراني في تركيا، وتسهم في تنمية اقتصاد ها من خلال استخدام الإمكانات المحلية، سواء من الأيدي العاملة أو من المستلزمات الخاصة بالبناء.
وتابع رئيس الوزراء في السياق نفسه: “إن من أهم المهام الملقاة على عاتقنا هو تطوير مفهوم الجودة لدى مواطنينا، ففي كل مشروع نحاول توفير فرص عمل وإمكانات مختلفة للأيدي العاملة.
فيما يلي الفلم الخاص بالمشروع: