أوبئة تنبعث مجددا لتضرب العالم.. كيف تحركت الدول؟
الحصانة من المرض تتطور نتيجة اللقاحات، والتي تقتل أو تضعف الأمراض، وتحفز جهاز المناعة للدفاع عن النسخة الحقيقية من البكتيريا أو الفيروسات.
ولكن، يُوجد عقبة عندما يرتبط الأمر باللقاحات، إذ يصف البروفيسور تيم لاهي في "دارماوث انستيتيوت فور هيلث بوليسي اند كلينيكال براكتيس" المناعة بـ"لعبة الأرقام،" وبهدف الفوز بهذه اللعبة، يجب حماية أكبر عدد ممكن من الأشخاص من خلال التلقيح، حتى تختفي البكتيريا من بين السكان.
ويقول لاهي إن "غالبية اللقاحات محمية جزئياً ولكنها ليست واقية تماماً."
ولهذا السبب، فإن بعض حالات تفشي أمراض الحصبة أو النكاف في الولايات المتحدة، حيث لُقح حوالي 90 في المائة من السكان ضد هذه الأمراض منذ العام ألفين، ما زالت تنتشر إلى حد ما، بسبب عدم تحصين جميع الأشخاص جيداً. كما، أن بعض الأشخاص الذين لُقحوا، أُصيبوا بالمرض خلال تفشي هذه الحالات.
ويقول خبراء الصحة، إن بين 92 أو 95 بالمائة من الأطفال يجب أن يحصلوا على جرعتين من لقاحات الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، للحصول على مناعة جيدة، لحماية الأطفال جميعهم.
ولكن كيف تحقق الدول أفضل مستوى من تقديم اللقاحات اللازمة؟
ويدخل القانون الألماني الجديد الذي يفرض على جميع الحضانات في الدولة بإبلاغ السلطات عن أي حالات للأطفال الذين لم يتم تلقيحهم، حيز التنفيذ الشهر المقبل.
ويأتي هذا القرار بمثابة تعديل على القانون السابق، والذي يفرض على الأهل تقديم دليل عن لقاحات أبنائهم، ولكنه لا يفرض على المدارس الإبلاغ عن الأهل الذين لا يتبعون القانون الذي وضع منذ ثلاثة سنوات.
ويأتي هذا التغير المفاجئ في القانون بعد إحصاءات مركز أوروبا لمحاربة الأمراض والوقاية منها، والتي أفادت بزيادة حالات الإصابة بمرض الحصبة، حيث بلغ عدد الإصابات منذ مايو/آذار 634 مصاباً بالمقارنة بـ62 حالة خلال العام الماضي.
وشهدت دول مثل ألمانيا، وإيطاليا، وعمان، والصومال، وتايلاند، وأكرانيا، والولايات المتحددة ارتفاعاً في حالات الإصابة بمرض الحصبة مقارنة بالعام الماضي.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن "نسبة اللقاح في أوروبا عالية جداً، ولكن مرض الحصبة مازال ينتشر في المناطق التي ينخفض فيها معدل اللقاحات،” حيث تعد إيطاليا ورومانيا من بين البلدان الأكثر تعرضاَ لمرض الحصبة في أوروبا.
وتفرض القوانين في الولايات المتحددة على جميع الأطفال الخضوع للتلقيح قبل دخول المدرسة، ولكنها قد تقدم بعض الاستثناءات لأسباب طبية، أو دينية، أو فلسفية، وقد يعتبر بعض الأهل أن عملية اللقاح هي "حرية شخصية" لا يتوجب على القانون فرضها.
وتتبع إيطاليا خطوات الولايات المتحدة وفرض اللقاحات على الأطفال قبل تسجيلهم في المدارس أو الحضانات الحكومية.