أضرحة العلماء والصحابة المسلمين مزاراً للكثيرين برمضان اسطنبول
في شهر رمضان المبارك يزداد عدد الزائرين إلى الأضرحة في مدينة اسطنبول لما لهذا الشهر الفضيل من روحانية خاصة فاسطنبول أكبر المدن التركية تحتضن العديد من العلماء ورجال الدين والسلاطين وكبار الدولة والوزراء، عدد كبير منهم إما أغمض عينيه على الدنيا في هذه المدينة ودفن فيها، أو استشهد على أسوارها.
وبلغ عدد الأضرحة التابعة لوزارة الثقافة والسياحة التركية في اسطنبول 117 ضريحاً ، يتوافد عليها آلاف الأشخاص سنوياً لزيارتها، بغرض الترحّم عليهم، واستذكار ما تركوا من آثار خلدها التاريخ إلى يومنا الحالي.
في هذا المقام سيكون الحديث عن ضريح الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري،أبرز الأضرحة في منطقة أيوب، والسلطان العثماني محمد الفاتح، فاتح القسطنطينية، إلى جانب السلطان سليمان القانوني وزوجته حرّم، والمعمار العثماني الشهير سنان، والصحابي أبو شيبة الأنصاري الخدْري، وغيرهم كثيرون.
فعلى مر السنوات التي لحقت فتح القسطنطينية، كان ضريح الصحابي أبو أيوب الأنصاري، مكاناً لتقليد سيف السلطنة للسلطان العثماني الجديد، تقديراً منهم لشأن هذا الصحابي.
بدوره قال “جوشقون يلماز” مدير الثقافة والسياحة في إسطنبول، إن أبو أيوب الأنصاري، صحابي استقبل النبي صلى الله عليه وسلم في داره، عندما هاجر نبي الرحمة من مكة إلى المدينة.
كما أوضح يلماز أن الصحابي، سعى من أجل نشر الدين الحنيف في شتى أبقاع الأرض، رضاءً لله تعالى وامتثالا لتوصيات الرسول الكريم.
وأشار إلى أن أبو أيوب، عاش طول حياته غازياً وكانت آخر غزواته، عام 668 للميلاد، حين جهزّ معاوية جيشاً بقيادة ابنه يزيد لفتح القسطنطينية، وكان وقتها شيخاً طاعناً في السن يحبو نحو الثمانين من عمره.
وأضاف أن كبر سنه لم يقف مانعاً في التحاقه بالجيش ومشاركته في معارك فتح القسطنطينية، واستدرك أن الصحابي أصابه مرض خلال المعارك فأقعده عن مواصلة القتال، ووافته المنية على أسوار المدينة.
ولفت إلى أنه وصى بدفنه قدر الإمكان بالقرب من أسوار القسطنطينية، وأضاف أن أول عمل قام به السلطان العثماني محمد الفاتح هو تحديد موقع ضريح هذا الصحابي، عندما فتح المدينة يوم 29 مايو/ أيار 1453 للميلاد.
وأكد المدير، أن السلاطين العثمانيين كانوا يولون أهمية بالغة لضريح أبو أيوب، وأن جميع السلاطين الذي جاؤوا بعد محمد الفاتح جرى مراسم تلقيدهم سيف السلطنة لهم أمام هذا الضريح.
وشدد على أن أبا أيوب، له الفضل في توثيق وتعزيز الروابط الاجتماعية للمجتمع التركي، ويمثل رمزاً للمحبة والسلام، وضريحه وجهةٌ زيارة مفتوحة أمام العالم الإسلامي جميعه.
وأردف، أنه مع حلول شهر رمضان المبارك، يزداد عدد الوافدين لزيارة ضريح أبو أيوب الأنصاري.
وعن الفن المعماري للضريح، أوضح يلماز أنه يمتلك فنون الخط والزخرفة، وتحفاً جميلة، وزخارف لا تقدر بثمن.
ولفت إلى باب الدخول إلى الضريح، صنعه السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، بنفسه، في حين أن النوافذ من صنع السلطان سليم الثالث، وأن البوابة الرئيسية تحمل بصمات السلطان محمد الفاتح.
وقال إن المسجد الذي يجاور ضريجه، يحتضن آثار قدم الرسول صلى الله عليه وسلم، وشعرات من لحيته الشريفة.
وأكد يلماز أن أضرحة لعلماء ورجال دولة بارزين، تحتضنها إسطنبول، فضلاً عن ضريح الصحابي أبو أيوب الأنصاري.
وأوضح أنه سلسلة زيارة هذه الأضرحة تبدأ من ضريح أبو أيوب.
واسترسل يلماز متحدثاُ عن هذه الأضرحة، وقال هنالك ضريح أبو شيبة الخدري في حي “آيوان سراي” بمنطقة فاتح، وهو صحابي من صحابة رسول الله، ويقال أنه أخ النبي من مرضعته، واستشهد هو الآخر على أسوار القسطنطينية في العام الذي استشهد فيه أبو أيوب.
وإلى جانب الصحابيين الاثنين، يوجد ضريح الشيخ أبو السعود، العالم الإسلامي الكبير، الذي كان يكنى بشيخ الإسلام في الفترة العثمانية.