مسح فلسطين عن الخريطة إلى الأبد.. هل نشهد نهاية القضية الفلسطينية؟
هل لمحت إسرائيل عن رغبتها بمحو فلسطين للأبد؟
ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي خطابًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وأظهر فيها خريطة لا تضم أي مدينة فلسطينية.
ولم تشمل الخريطة أي ذكر لوجود دولة فلسطينية، حيث طغى اللون الأزرق، الذي يحمل كلمة إسرائيل، على خريطة الضفة الغربية المحتلة كاملةً، بما فيها قطاع غزة.
ونشر نتنياهو بعد إلقاء خطابه في الأمم المتحدة تغريدة على حسابه على موقع إكس: "إن أعظم إنجاز في حياتي هو أن أقاتل من أجلكم (الشعب الإسرائيلي) ومن أجل بلدنا. شابات شالوم."
وعلى الرغم من أن الخريطة التي أظهرها نتنياهو لم تحصد ردود الأفعال المطلوبة إلا أنها تبادرت على الأذهان مجددًا حين بدأت إسرائيل بقتل وإبادة الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة.
حيث شنت قوات الجيش الإسرائيلي المحتل هجمات برية بحرية جوية دون توقف منذ يوم السبت عقب الهجوم الذي شنته كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
من البديهيات المتوقعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن يرد على الهجمات الفلسطينية بعنف أو يرد الصاع بصاعين وهذا ما عهدناه من جيش ظالم لا يهتم بحقوق الإنسان أو القوانين الدولية ويتجاهل جميع قوانين الحرب.
ولكن ما يحدث الآن هل هو رد على هجمات المقاومة أم هي ذريعة اتخذتها حكومة الاحتلال لكي تمحي وجود غزة عن الخريطة وتغلق ملف القضية الفلسطينية إلى الأبد؟
لا نرى ضرورة للتذكير بحصيلة الشهداء والجرحى خلال السنوات السابقة أو حتى في العدوان الحالي فقد اعتدنا على عالم صم بكم عمي يجيد لعبة الثلاثة قرود حين تكون فلسطين الضحية ويمارس جميع ألاعيبه كي يظهر إسرائيل بصورة برئية وهي التي تمتلك قوة عسكرية واستخباراتية ضخمة لها ومتعطشة لسفك دماء كل من يقف في طريق مصالحها.
للأسف الشديد إن ما يحدث الآن في غزة ليس كالأعوام التي مرت بل هي إبادة جماعية واضحة بعد أن صرحت حكومة الاحتلال بأنها ستحول غزة إلى مدينة خيام لترد مصر بأن هناك مخطط لتخيير الفلسطينيين بين الموت أو النزوح.
هل ستتدخل الدول المطبعة مع إسرائيل أم أن الجميع واقف على غض البصر عن القضية الفلسطينية والسماح لإسرائيل بالتوسع ويصبح أصحاب الأرض أقلية داخل دولة محتلة؟