100 يوم من القصف والدمار وغزة شامخة صامدة
في اليوم الـ100 للحرب على غزة، أدى القصف الإسرائيلي إلى حالات استشهاد وإصابات في صفوف الفلسطينيين وسط وجنوبي القطاع، في وقت تحتدم فيه المعارك بخان يونس.
حيث تمكنت المقاومة الفلسطينية من توجيه ضربات لقوات الاحتلال مؤكدة قتل جنود وتدمير آليات.
وفي الضفة الغربية، اقتحم الجيش الإسرائيلي مناطق عدة بينها جنين، واعتقل شقيقتي الشهيد صالح العاروري.
في المقابل، تتواتر التقارير عن خلافات متصاعدة داخل مجلس الحرب والحكومة في إسرائيل، بينما يتزايد ضغط الشارع على بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة تبادل للأسرى وكذلك الاستقالة من منصبه.
فيما كشف موقع عبري، عن إصابة 4 آلاف جندي إسرائيلي بالإعاقة منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مرجحاً أن يصل العدد إلى نحو 30 ألفاً.
وقال موقع "ويللا" العبري إنّنا "نستعد لاستقبال عدد كبير من الجنود المعاقين"، مضيفاً أنه بعد مرور 100 يوم على الحرب، تم بالفعل الاعتراف بإصابة حوالي 4 آلاف جندي بالإعاقة.
وذكر الموقع أن هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر قاد إلى حرب لم تشهدها إسرائيل سابقاً، من حيث عدد جرحى الجنود، لكن الأهم من ذلك أن الإصابات خطيرة للغاية.
ولفت إلى أن عددا من المصابين بجراح خطيرة ينجون من الموت بأعجوبة، بعد إنقاذهم من الفرق الطبية، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي لا يقدم جميع بيانات الجرحى للجمهور، خوفاً من انخفاض معنويات الجمهور.
وأشار إلى أنه في الوقت الحالي تم الاعتراف بحوالي 4 آلاف إصابة بإعاقة وفقاً للتصنيف الثالث، وهذا يعني أنه يحق لهم الحصول على جميع العلاجات والحقوق التي يتمتع بها شخص معاق في الجيش، دون أن يتم الاعتراف بهم رسمياً على هذا النحو.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية في افتتاحيتها اليوم الأحد: "مع مرور 100 يوم منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 من أكتوبر/ تشرين الأول.
لا يزال هناك 136 محتجزاً في القطاع"، لافتة إلى إعلان إضراب من 100 دقيقة ظهر اليوم في العديد من المؤسسات والأجسام، وتنظيم احتجاجات اليوم على غرار ما كان أمس أيضاً من مظاهرات مطالبة بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
وذكرت الصحيفة أن "100 يوم مرت منذ إعلان إسرائيل الحرب على حركة حماس ووضع الحكومة هدفين للحرب، وهما تدمير حركة حماس وإعادة المحتجزين، ولكنها بعد مرور 100 يوم ليست قريبة من تحقيق أيٍّ منهما".
وأشارت إلى أن الحكومة تصدّت منذ البداية لمن أكدوا عدم إمكانية تحقيق الهدفين معاً، وادّعت أنه يمكن التوصل إلى صفقة لإعادة المحتجزين الإسرائيليين، فيما تواصل تهديداتها بالقضاء على حماس والزعم أن "استمرار القتال أمر ضروري من أجل التوصل إلى صفقة، ولكن الوضع يشير إلى غير ذلك".
مع استمرار الحرب على غزة والنتائج المرحلية والوقائع على الأرض، يقول الكاتب الإسرائيلي مناحيم كلاين إن "الحكومة الإسرائيلية تضع بيديها حماس في قيادة الشعب الفلسطيني"، مستذكرا ما حصل بعد أن خسرت إسرائيل حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، حيث رفضت أن تكون الضفة الغربية تحت حكم الأردن ما ساعد بتعزيز نفوذ منظمة التحرير الفلسطينية "فتح" لتكون الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني.
والآن، وعلى طريقة حربها في غزة وتعاملها مع القضية الفلسطينية، يشير كلالين بمناسبة مرور 100 يوم على الحرب على غزة في موقع "سيحه مكوميت" إلى أن "إسرائيل قد تفعل الشيء نفسه مع حركة حماس لتنصبها على رأس الحركة الوطنية الفلسطينية".
لقد أصاب الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول إسرائيل بطريقة لم تفعلها أي منظمة فلسطينية من قبل، ولهذا السبب، يقول كلاين إن "أي جهة تأتي للسيطرة على قطاع غزة أو إعادة تأهيله، ستكون مطالبة على الأقل بالحصول على موافقة حماس، وربما أيضا مشاركتها بشكل ما في الحكومة".