نسب توزيع الكهرباء في حلب 40% من المحافظة تعيش بالظلام
كشف مدير الشركة العامة لكهرباء حلب، محمود الأحمد، أن نحو 40% من محافظة حلب لا تصلها الكهرباء نهائياً، وذلك نتيجة تعمّد النظام البائد عدم إعادة التيار إلى المناطق التي استعادها عسكرياً اواخر عام 2016. وأضاف أن الشركة تعمل حالياً وفق خطتين متوازيتين، الأولى تشمل إجراء صيانة ضرورية للمناطق التي يصلها التيار، والثانية تتعلق بوضع خطط لإيصال الكهرباء إلى المناطق المحرومة منذ سنوات.
أزمة الكهرباء في حلب.. ساعات وصل قليلة مقابل أعطال متكررة
أوضح الأحمد أن الواقع الكهربائي في حلب متدهور جداً، حيث يحصل الأهالي على ساعتين فقط من الكهرباء مقابل 24 ساعة تقنين، وهو ما يتسبب في ضغط شديد على الشبكة، وزيادة الأعطال الطارئة. وتقوم ورشات الشركة العامة بمحاولات مستمرة لإصلاح هذه الأعطال، خاصةً مع استمرار تردي البنية التحتية للشبكة الكهربائية.
لماذا تتفاقم أزمة الكهرباء في حلب؟
حدد مدير شركة الكهرباء أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تراجع المنظومة الكهربائية في المحافظة، ومنها:
- انخفاض كمية الطاقة المنتجة من محطات التوليد.
- نقص الوقود والغاز اللازمين لتشغيل المحطات بسبب فقدان السيطرة على معظم آبار النفط والغاز.
- تدهور حالة محطات التوليد، حيث تعمل المحطة الحرارية شرق حلب بعنفتين فقط من أصل خمس، فيما لا تزال ثلاث عنفات معطلة.
- اهتراء خطوط النقل ذات التوتر العالي (400 كيلو فولط و230 كيلو فولط).
- تلف محطات التحويل المسؤولة عن توزيع الكهرباء (66 و400 و230 كيلو فولط).
الأحياء الشرقية.. محرومة بالكامل من الكهرباء منذ 2016
منذ استعادة النظام السيطرة على الأحياء الشرقية في أواخر عام 2016 بموجب اتفاق تهجير قسري، تعاني مناطق مثل السكري، الفردوس، المرجة، باب النيرب، مساكن هنانو، والميسر من انقطاع كامل للكهرباء، حيث لم يتم وصلها حتى الآن، ولا تستفيد حتى من ساعات الوصل القليلة التي تحصل عليها بقية أحياء المدينة.
وينطبق الأمر ذاته على مناطق واسعة في أرياف حلب الشمالية والجنوبية والغربية، التي سيطر عليها النظام في السنوات الأخيرة. ويؤكد الأحمد أن هذا الحرمان متعمّد من قبل نظام بشار الاسد تجاه تلك المناطق التي كانت تعتبر معاقل للمعارضة.
توزيع الكهرباء في حلب.. الأولوية للقطاعات الحيوية
رغم شحّ الكهرباء، فإن التوزيع الحالي يعطي الأولوية للقطاعات الحيوية، وفق التالي:
- المستشفيات، محطات ضخ المياه، الأفران، مقاسم الهاتف: 24 ساعة وصل يومياً.
- المناطق الصناعية: 16 ساعة وصل يومياً.
- الأحياء السكنية: ساعتان وصل مقابل 24 ساعة تقنين.
هل هناك تحسّن مرتقب؟
كشف الأحمد أن المنظمات الدولية لم تقدم حتى الآن أي دعم فعلي لقطاع الكهرباء، مشيراً إلى أن إعادة تأهيل المنظومة الكهربائية في سوريا تحتاج إلى 40 - 50 مليار دولار، وتتطلب 3 سنوات من العمل المتواصل.
أما عن زيادة ساعات الوصل، فقد أكد أن وزارة الكهرباء تعمل على رفع عدد ساعات التزويد إلى 8 ساعات يومياً خلال الأشهر الثلاثة القادمة، وذلك وفقاً للقدرة الإنتاجية لمحطات التوليد، مع وجود خطة سنوية لتحسين أداء هذه المحطات.
الأزمة مستمرة والوعود بلا ضمانات
يبدو أن أزمة الكهرباء في حلب لا حل لها في المدى القريب، فبين نقص الوقود، تهالك البنية التحتية، والعقوبات المفروضة، تبقى الحلول المطروحة مجرد وعود مرهونة بتحسن الإنتاج، فيما يعيش 40% من السكان في الظلام، والأحياء الشرقية لا تزال تعاني الحرمان منذ سنوات.