أنقرة تُشيّد صرحها الصناعي الأكبر لإعادة التدوير

أنقرة تُشيّد صرحها الصناعي الأكبر لإعادة التدوير
أنقرة تُشيّد صرحها الصناعي الأكبر لإعادة التدوير

أنقرة تُشيّد صرحها الصناعي الأكبر لإعادة التدوير

تشهد العاصمة التركية أنقرة نهضة صناعية جديدة مع انطلاق مشروع يُعدّ الأضخم في مجال إعادة التدوير، على مساحة تتجاوز 638 ألف متر مربع. المشروع الذي تتبناه وزارة البيئة والتخطيط العمراني بقيادة الوزير مراد كوروم، يُعتبر نقطة تحول في مسار الاقتصاد التركي نحو التنمية المستدامة، إذ يهدف إلى تحويل العاصمة إلى مركز صناعي متكامل لإدارة النفايات وإعادة استخدامها بما يخدم الاقتصاد الوطني ويوفر فرص عمل واسعة.

بدأت أعمال البناء عام 2021 تحت إشراف هيئة الإسكان الجماعي التركية (TOKİ) بهدف نقل الورش الصغيرة والعشوائية التي كانت تنتشر في منطقة Yenimahalle إلى مجمع حضري مجهز بأحدث البنى التحتية. هذا التحول لم يأت فقط من أجل تحسين ظروف العمل، بل ليضع تركيا في طليعة الدول التي تسعى نحو الاقتصاد الأخضر وتقليل التلوث وتحقيق عوائد اقتصادية من خلال إدارة المخلفات بطرق حديثة.

يتضمن المشروع أكثر من 257 وحدة تجارية موزعة على مرحلتين: أنجزت المرحلة الأولى 134 وحدة، فيما أضيفت 123 وحدة أخرى في المرحلة الثانية، ليغطي البناء مساحة مغلقة تبلغ 173 ألف متر مربع. وإلى جانب ذلك، خُطط لتشييد مرافق خدمية متكاملة تشمل مساجد، مراكز تعليمية، عيادات صحية، ومناطق تجارية، مما يحول الموقع إلى مدينة صناعية متكاملة وليست مجرد تجمع ورش تقليدي.

الوزير مراد كوروم وصف المشروع بأنه خطوة استراتيجية لمستقبل الاقتصاد التركي، مؤكداً أنه لن يقتصر على إعادة التدوير فحسب، بل سيصبح منصة للتوظيف ومثالاً يحتذى به في مشاريع المدن الصناعية الصديقة للبيئة. كما أوضح أرمان سونميز، مسؤول TOKİ، أن المشروع سيكون نموذجاً أولياً لتطبيقه في مدن أخرى، حيث ستصبح أنقرة مركز الانطلاق لموجة جديدة من التنمية الحضرية والاقتصادية المستدامة.

هذا المشروع الضخم ينسجم مع التزامات تركيا الدولية في مكافحة التغير المناخي، إذ يسهم في تقليل الانبعاثات وتحويل النفايات إلى قيمة اقتصادية. كما يفتح الباب أمام استثمارات جديدة ويوفر آلاف فرص العمل، ليشكل بذلك ركيزة أساسية لاقتصاد المستقبل القائم على الاستدامة وحماية البيئة.

مشاركة على: