
حي شعبي في إسطنبول يتحدى الهدم ويصمد في وجه التجديد القسري
في قلب إسطنبول، وتحديدًا في حي شعبي بمقاطعة عمرانية "توباجي" ، يعيش السكان منذ أكثر من شهر حالة مقاومة غير مسبوقة ضد مشروع حكومي يستهدف هدم منازلهم لصالح خطة تجديد حضري ضخمة.
القرار الذي صدر قبل أشهر يقضي بهدم 174 مبنى قائم وبناء مجمع ضخم يضم أكثر من ألف وحدة سكنية وتجارية، على مساحة واسعة تتجاوز 100 ألف متر مربع. وبحسب المخطط، سيتم تحويل المنطقة إلى مشروع استثماري جديد، وهو ما أثار موجة غضب عارمة بين الأهالي الذين يرفضون مغادرة بيوتهم.
ورغم أن السلطات شرعت بالفعل في هدم عشرة مبانٍ فارغة الشهر الماضي، فإن السكان نظموا أنفسهم وأسسوا ما أسموه "مكتب الدفاع عن الحق في السكن"، وعقدوا اجتماعات يومية للتصدي لقرارات الإخلاء.
الأهالي لم يكتفوا بالاعتصامات، بل واصلوا العيش في منازلهم رغم قيام السلطات بقطع الخدمات الأساسية عن المنطقة، بما في ذلك الكهرباء والماء والغاز، في محاولة للضغط عليهم لمغادرتها.
شعارهم أصبح واضحًا: "بيوتنا حياتنا"، وهم مصرّون على أن مقاومة مشاريع الهدم ليست فقط معركة من أجل الجدران، بل معركة من أجل الكرامة والحق في العيش في أحيائهم التي نشأوا فيها.
هذا الصمود الشعبي بات يشكّل نموذجًا لمقاومة ما يُعرف بالتجديد القسري، حيث يخشى كثيرون من أن تتحول مشاريع "التطوير" إلى أدوات لتهجير الأسر محدودة الدخل، وإفساح المجال أمام استثمارات عقارية ضخمة لا تراعي حقوق المواطنين البسطاء.