تركيا تفتتح İmam Hatip في بلغارستان بينما الطلاب يقلّون

تركيا تفتتح İmam Hatip في بلغارستان بينما الطلاب يقلّون
تركيا تفتتح İmam Hatip في بلغارستان بينما الطلاب يقلّون

تركيا تفتتح İmam Hatip في بلغارستان بينما الطلاب يقلّون

في خطوة تُظهر حجم الطموح السياسي التعليمي التركي، تمَّ مؤخرًا افتتاح مدرسة İmam Hatip Lisesi في العاصمة البلغارية صوفيا، في إطار مبادرة من حزب العدالة والتنمية (AKP) لتصدير نموذج المدارس الدينية إلى خارج تركيا. الإعلان جاء خلال مراسم رسمية حضرها السفير التركي في بلغارستان، Mehmet Sait Uyanık، الذي وجه رسالة دعم للطلاب العرب والأتراك المقيمين هناك بأن “تركيا ستكون دائمًا إلى جانبكم”. 

السفير في خطابه أوصى الطلاب بعدم الاقتصار على الدراسة الأكاديمية في المدرسة، بل تنمية المهارات الاجتماعية والثقافية، ومتابعة التكنولوجيات الحديثة، وتعلم اللغة التركية واللغات الأجنبية، والاستفادة من المنح الدراسية من المؤسسات التركية مثل Türkiye Bursları وبِرشات الديانة (Diyanet bursları)

لكن المفارقة أن هذا التوسع الخارجي يأتي في الوقت الذي تشهد فيه المدارس İmam Hatip في تركيا تراجعًا في عدد الطلاب رغم ازدياد عدد المدارس. فبحسب بيانات وزارة التربية والتعليم التركية: في عام 2015، ومع التعليم المفتوح (açııöğretim) بلغ عدد طلاب İmam Hatip حوالي 668,000 طالب، بينما في العام الدراسي 2023-2024 تراجع إلى 525,000 طالب. وإذا أحذف التعليم المفتوح، يكون العدد 480,484 في العام 2022-2023، وانخفض إلى حوالي 442,952 في العام الدراسي الأخير. 

عدد طلاب İmam Hatip

من الجدير بالذكر أن عدد مدارس İmam Hatip قد زاد بشكل كبير خلال السنوات الماضية: ففي 2015 كان عددها حوالي 1,017 مدرسة، أما الآن فقد ارتفع إلى 1,722 مدرسة في عموم تركيا رغم هذا الانخفاض في التسجيل. 

صور مدارس İmam Hatip

بالنسبة للجالية العربية في تركيا أو العرب في بلغارستان، فإن افتتاح هذه المدرسة في صوفيا يحمل عدة دلالات مهمة:

أولًا: وجود خيار تعليمي ديني مماثل لنظام İmam Hatip في منطقة قريبة، قد يُسهّل انتقال الطلاب أو العائلات التي ترغب في هذا النوع من التعليم.

ثانيًا: المنح التركية وفرص الدراسة في تركيا قد تكون أكثر جاذبية إذا تم الربط بين المدرسة في بلغارستان والإمكانات التعليمية التركية.

ثالثًا: التعليم الديني في الأوساط العربية غالبًا ما يقترن بالمشاريع الثقافية والدينية، لذا وجود İmam Hatip في الخارج يمكن أن يكون مركزًا لتبادل ثقافي وتعليمي.

التعليم الديني في الأوساط العربية

لكنّ التحديات أيضًا واضحة: انخفاض الإقبال على مدارس İmam Hatip في الداخل التركي يُشير إلى أن الطلاب أو الأهالي قد يكونون متخلّين عنها أو مهتمين بأنواع مدارس أخرى، أو ربما يرون أنها لا تلبي الاحتياجات الأكاديمية أو المهنية كما يريده الأبناء. هذا يشير إلى الحاجة إلى إعادة تقييم جودة التعليم، المناهج، التوازن بين المواد الدينية والمواد الأكاديمية، وتحسين البنية التحتية لجذب الطلاب.

في الختام، افتتاح İmam Hatip في بلغارستان يعكس استراتيجية توسّعه الخارجية لكنه يأتي كموازٍ لتحدٍّ داخلي: كيف تقنع الأجيال الجديدة بأن هذا النموذج يستحق البقاء؟ وهل سيستخدم هذا التوسع الخارجي كحافز لتحسين الوضع داخل تركيا؟ للجالية العربية هذه الأسئلة مهمة جدًا، لأنها تؤثر على خيارات التعليم في المستقبل، وعلى الهوية الثقافية والدينية في المناخ التركي المتغير.

الأجيال الجديدة

مشاركة على: