
ستة أطفال حديثي الولادة يكافحون البقاء في غزة
في مشهد مأساوي يعكس حجم الأزمة الإنسانية في غزة، يُكافح ستة أطفال حديثي الولادة للبقاء على قيد الحياة داخل حاضنة واحدة في مستشفى الشفاء، وسط نقص حاد في الأدوية والأوكسجين بعد تدمير البنية التحتية للمستشفيات جراء القصف الإسرائيلي المتواصل. وتُظهر الصور الأطفال وهم متلاصقون في الحاضنة الواحدة، في حين يحاول الطاقم الطبي توفير الرعاية الطبية اللازمة لهم في ظروف صعبة للغاية.
وفي مستشفى النصر بمدينة خان يونس، يُضطر خمسة أطفال إلى تقاسم سرير واحد بسبب نقص الإمكانيات الطبية الأساسية، حيث يعمل الأطباء والممرضون ليلاً ونهارًا على تقديم الرعاية للأطفال تحت ضغط شديد وقلة الموارد. وأكدت إدارة المستشفى أن الوضع أصبح طارئًا للغاية، وأن استمرار القصف يزيد من صعوبة تقديم الرعاية الطبية الملائمة.
منذ بداية الهجوم الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 16,500 طفل فلسطيني وفقًا لوزارة الصحة في غزة، فيما تجاوز عدد القتلى الإجمالي 64,000 شخص، بينما أصيب أكثر من 164,000 آخرين بجروح متفاوتة. ويعاني المدنيون، وبخاصة الأطفال والنساء، من ظروف إنسانية قاسية تشمل نقص الغذاء والمياه النظيفة والكهرباء، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى الرعاية الطبية الأساسية.
وتشير التقارير الإنسانية إلى أن العديد من المستشفيات والمراكز الصحية تعرضت لأضرار كبيرة، مما أدى إلى نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، خاصة في أقسام الأطفال وحديثي الولادة، وهو ما يزيد من خطورة الوضع على حياة الأطفال المرضى والجرحى. وأكد العاملون في المجال الطبي أن الحاضنات والأجهزة الطبية تعمل فوق طاقتها، وأن الطواقم الطبية تبذل جهودًا استثنائية لمحاولة إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح.
وطالبت المنظمات الإنسانية الدولية بفتح ممرات إنسانية عاجلة لتوصيل المساعدات الطبية والغذائية، وتوفير الأدوية والأوكسجين اللازم لإنقاذ حياة الأطفال والمرضى في غزة. كما دعت المجتمع الدولي إلى الضغط على الجهات المعنية لإنهاء الهجمات وحماية المدنيين، خصوصًا الأطفال الذين يمثلون الفئة الأكثر ضعفًا.
وتعكس هذه الأحداث حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة، حيث يحاول الأهالي تقديم الدعم لأطفالهم وسط الظروف الصعبة، ويعتمدون على الطواقم الطبية التي تكافح يوميًا لإنقاذ الأرواح، في ظل نقص الإمكانيات والموارد الأساسية.