
السعودية تغلق عددًا من مقاهي الشيشة والـ lounge الموسيقية بعد ضغوط المحافظين
في خطوة تُعدّ تراجعًا واضحًا عن بعض جوانب الانفتاح الاجتماعي، بدأت السلطات السعودية بإغلاق عدد من مقاهي الشيشة (nargile kafeleri) والـ lounges الموسيقية في مدن مثل الرياض وجدة. تأتي هذه الخطوة بعد احتجاجات من التيار المحافظ الذي يرى أن هذه الأماكن تمثل تجاوزات أخلاقية وثقافية بالنسبة له.
وفق تقرير Financial Times الذي نقله موقع Gazete Oksijen، بدأت الإغلاقات في ما لا يقلّ عن 24 مكانًا خلال الأسابيع الأخيرة. بعض هذه الأماكن كانت تُستخدم لاستضافة الموسيقى الحيّة ولخدمة الرجال والنساء معًا، بالإضافة إلى تقديم الشيشة والأنشطة الترفيهية الأخرى.
السلطات برّرت قرارات الإغلاق بأنها جاءت بسبب “انتهاكات لمعايير الصحة والنظافة العامة” ولكن المراقبون يرون في الأمر رد فعل من المحافظين ممن يشعرون بأن الانفتاح قد تجاوز حدود القبول الاجتماعي والمجتمعي.
السعودية، تحت قيادة الأمير محمد بن سلمان، شرعت في السنوات الأخيرة في تنفيذ سلسلة إصلاحات اجتماعية وثقافية، بما في ذلك السماح بالسينما، الحفلات الموسيقية، إنعاش الصناعة الترفيهية، وتخفيف بعض القيود التي كانت مفروضة سابقًا على الاختلاط بين الجنسين.
هذه الإصلاحات قابلتها مقاومة من قطاعات محافظة من المجتمع، مما يُظهر وجود توازن هش بين رغبة السلطات في تحديث البُنى الاجتماعية والاقتصادية وبين المحافظة على القيم والثوابت الدينية والثقافية.
التشديد على الصحة والنظافة يُستخدم غالبًا كسبب رسمي لإغلاق أماكن ترفيهية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عندما تواجه هذه الأماكن ضغوطًا سياسية أو اجتماعية.
من المرجّح أن تكون هناك تعليقات من أصحاب هذه الأماكن ومن المستفيدين، خصوصًا الشباب والمغتربين، احتجاجًا على الإغلاق، وربما مطالبات بإعادة النظر في معايير الصحة والنظافة وإجراءات الترخيص.
قد تستمر السلطات في إغلاق المزيد من الأماكن إذا استمر التوتر الاجتماعي، وقد يُرافق ذلك إصدار لوائح أكثر تحديدًا لكيفية عمل هذه الأماكن ومتى يُسمح لها أو لا يُسمح.
أيضًا، هناك توقع بأن هذا الأمر سيُناقش في الإعلام المحلي والدولي كجزء من نقاش أوسع حول “مستقبل الانفتاح الاجتماعي والثقافي في السعودية” وكيف سيتم تطبيق التغييرات ضمن الحدود التي تحافظ على الاستقرار الاجتماعي والديني.
الإغلاق الحالي لمقاهي الشيشة والـ lounges الموسيقية في السعودية يُعدّ مؤشّرًا هامًا على أن التغييرات الاجتماعية التي تحدث قد لا تكون خالية من التوترات أو المعارضة من داخل المجتمع.
بينما الإصلاحات الثقافية تُعد جزءًا من رؤية تحديثية، فإن المحافظة على التوازن بين الانفتاح ومتطلبات المحافظين يُعتبر تحديًا أساسيًا.
الإجراءات التالية — مثل إصدار لوائح الصحة والنظافة الصارمة، وضمان الشفافية في تطبيق القوانين — ستكون مفتاحًا لمعرفة ما إذا كانت هذه السياسات ستُستمر في الانغلاق التدريجي أم سيعاد فتح الأبواب ضمن معايير محددة.