
مشروع أنفاق وجسور يُلغي المنعطفات على طريق قونيا-أنطاليا
في مبادرة بنّاءة لتطوير البنية التحتية والنقل في جنوب وسط تركيا، بدأت خطة ضخمة لتحويل الطريق الذي يربط بين قونيا وأنطاليا إلى طريق أكثر أمانًا وسلاسة. المشروع يستهدف إزالة أجزاء من الطريق المنعطفة الحادة المعروفة (virajlı yollar)، من خلال إنشاء 4 أنفاق قصيرة بطول يتراوح بين 480 و700 مترًا، إضافة إلى 3 جسور viyadük مدعومة بأرجل خرسانية، لخلق ممر مستقيم وآمن قدر الإمكان.
هذه التعديلات لا تعني فقط إسقاط المنعطفات؛ بل تخفّض المسافة بين المدينتين بحوالي 100 كيلومتر، مما سيساعد في تقليل زمن السفر واستهلاك الوقود، إضافة لخفض مخاطر الحوادث المرتبطة بالطرق المنحنية.
وفق تصريحات Adil Bayındır، رئيس بلدية Beyşehir، الجزء الأول من الطريق المزدوج المخصص للمشروع، لمسافة 49 كيلومترًا حتى Taşağıl، من المقرر أن يُفتَتح بحلول نهاية عام 2026. إكمال كامل المشروع – بما في ذلك الأنفاق والجسور والتوصيلات – قد يستغرق 6-7 سنوات.
من الناحية الاقتصادية، يمرّ الطريق يوميًا بحوالي 26 ألف مركبة، ومع توقع زيادة هذا العدد مع تحسّن البنية التحتية. Bayındır يشرح أن عدد ركاب المنطقة الذين يستخدمون هذا الطريق سنويًا (بافتراض أن كل مركبة تحمل 4 أشخاص) يبلغ حوالي 1.44 مليون شخص، وأن إنفاقهم حتى بمقدار 50 ليرة تركية لكل رحلة يمكن أن يضيف حوالي 7 مليار ليرة تركية إلى اقتصاد Beyşehir
الطريق بين قونيا وأنطاليا معروف بعدد المنعطفات الكثيرة وخاصة في المناطق الجبلية عند مقاربة أنطاليا، ما يجعل القيادة صعبة وخطرة خصوصًا في الطقس السيئ.
إنشاء الأنفاق والجسور مشروع متكرر في تركيا لتحسين الربط بين المناطق الداخلية والساحلية، وهناك تجارب سابقة نجحت في تقليص الوقت والمسافة مثل بعض طرق الأناضول.
التأخيرات في تنفيذ مشاريع البنية التحتية كبيرة الأثر غالبًا ما ترتبط بالتضاريس الصعبة، تمويل المشروع، وإجراءات المطالب البيئية والتصاريح. المتوقع أن هذا المشروع سيواجه تحديات مماثلة.
من المتوقع أن يرحّب السكان المحليون ومسافرو الطريق بالمشروع، لأنه سيزيد من الأمان والراحة، ويقلّص الوقت والتكاليف.
أصحاب المركبات الثقيلة والمواصلات العامة قد يستفيدون كثيرًا، مما قد يُخفض كلفة نقل البضائع ويزيد من الكفاءة اللوجستية في المنطقة.
هناك احتمال أن المشروع يُحدث تأثيرًا إيجابيًا في التنمية المحلية في Beyşehir والمناطق على طول الطريق؛ فتح النشاط الاقتصادي، تحسين الوصول للسياحة، الخدمات، وربما استثمارات جديدة على طول الطريق.
من جهة أخرى، انتظار مدى تنفيذ المشروع دون تأخير، وضمان الجودة في الأنفاق والجسور، وألا تكون هناك مشاكل بيئية أو محلات تأثير على الحياة البرية أو على الزراعة في الممرات.
مشروع إزالة المنعطفات عبر أنفاق وجسور في طريق قونيا-أنطاليا ليس مجرد تغيير في طريق، بل تحول كبير في تحسين البنية التحتية، السلامة، والاقتصاد المحلي؛ فقد يُصبح الطريق أقل خطورة، أسرع وأكثر جذبًا للسياحة والنقل.
مع افتتاح الجزء الأول المرتقب نهاية عام 2026، يمكن أن نشهد بداية تحول فعلي، لكن النجاح النهائي مرتبط بسرعة التنفيذ وجودته، واستمرارية المتابعة لضمان أن هذا الطريق يخدم السكان كما هو مُرتجى.