رسالة عثمانية عمرها أكثر من قرن هدية للأميرة اليابانية في شانلي أورفا

رسالة عثمانية عمرها أكثر من قرن هدية للأميرة اليابانية في شانلي أورفا
رسالة عثمانية عمرها أكثر من قرن هدية للأميرة اليابانية في شانلي أورفا

رسالة عثمانية عمرها أكثر من قرن هدية للأميرة اليابانية في شانلي أورفا

في لفتة تُجسّد عمق الروابط التاريخية بين تركيا واليابان، أهدى رئيس بلدية Şanlıurfa الكبرى محمد قسّым جُلبِنار نسخة مقلّدة من رسالة تعود لعام 1888 إلى الأميرة اليابانية أكِيكو ميكاسا، خلال زيارة قامت بها الأخيرة إلى Şanlıurfa. الرسالة الأصلية، التي يُعرض جزء منها في متحف طوبقابي، أرسلها الإمبراطور الياباني موتسوهِتو بتاريخ 10 مايو 1888 إلى السلطان عبد الحميد الثاني، لتبليغه بمنح الوسام المعروف بـ «Krizantem Nişanı». 

الحفل الذي أقيم في مركز الضيافة (Cumhuriyet Gastronomi Merkezi) كان برعاية بلدية Şanlıurfa، حضره وزير الثقافة والسياحة محمد نوري إرسوي ومحافظ Şanlıurfa حسان شلدك وعدد من كبار المسؤولين. خلال اللقاء تمّ التأكيد على أن هذه الهدية الرمزية تعبّر عن 137 سنة من الصداقة الدبلوماسية والتبادل الثقافي بين الشعبين، بدءًا من تلك الرسالة التاريخية. 

 

في أواخر القرن التاسع عشر، اتسمت العلاقات العثمانية-اليابانية بعدد من المبادلات الدبلوماسية والثقافية، من ضمنها الرسائل والهدايا التي كانت تُرسل كرموز للسلام والاحترام المتبادل. هذه الرسالة من عام 1888 تمثل أحد تلك الرموز.

متحف طوبقابي في إسطنبول يستضيف أوراقًا وأشياء تذكارية تُوثّق هذه العلاقة، ويُعدُّ الموقع الذي تُعرض فيه الرسالة الأصلية من بين المعالم المهمة في تركيا التي تُعنى بحفظ التراث الدبلوماسي والثقافي.

مثل هذه المبادرات الرمزية تلعب دورًا في تعزيز التفاهم الثقافي، وتشجيع السياحة الدبلوماسية، وكذلك إبراز أهمية التاريخ وموروثه في العلاقات الدولية المعاصرة.

 

استقبلت الأميرة أكِيكو هذا التكريم بامتنان، وعبرت عن اعتزازها بزيارة Şanlıurfa، معربة عن سعادتها بالضيافة والاهتمام التاريخي من الجانب التركي.

من المتوقع أن يُعزز هذا الحدث من العلاقات الثقافية بين تركيا واليابان، قد يؤدي إلى مزيد من المبادلات الثقافية، المعارض المشتركة، أو المشاريع التبادلية في الفنون والتاريخ.

كما أنه يُسلّط الضوء على أهمية المحافظة على الوثائق التاريخية وأرشفتها، ودور البلديات في إحياء التاريخ وكسب نقاط في الساحة الدبلوماسية والثقافية.

 

الهدية التي قدّمها رئيس بلدية Şanlıurfa تمثل أكثر من مجرد مجاملة رمزية؛ إنها رسالة تذكير بأن العلاقات الدولية لا تُبنى فقط على السياسات، بل على التاريخ والثقافة المشتركة. النسخة المقلّدة من الرسالة تُعيد إحياء ذكرى حدث دبلوماسي من القرن التاسع عشر، وتُجسّد الرغبة المشتركة في الحفاظ على الصداقة بين تركيا واليابان. مثل هذه المبادرات تُثري الوعي التاريخي، تعزز الهوية الثقافية، وتفتح آفاقًا للتعاون المستقبلي.

مشاركة على: