هل يقترب انهيار الإنترنت؟ خبراء يحذرون

هل يقترب انهيار الإنترنت؟ خبراء يحذرون
هل يقترب انهيار الإنترنت؟ خبراء يحذرون

هل يقترب انهيار الإنترنت؟ خبراء يحذرون

تصاعد الجدل مؤخرًا حول ما يُعرف بـ"نظرية الإنترنت الميت" التي تقول إن شبكة الإنترنت كما نعرفها اليوم قد تفقد معناها خلال سنوات قليلة بسبب هيمنة المحتوى المُولَّد آليًا والبوتات على ما ينشر يوميًا.
مقال نشرته صحيفة NTV التركية أشار إلى أن بعض الباحثين والخبراء يرون أن الإنترنت أمامه "ثلاث سنوات من العمر المتبقي" قبل أن يتوقف عن كونه مساحة حرة يهيمن عليها البشر، ويتحوّل إلى بيئة مشبعة بالمحتوى الاصطناعي.

التقرير استند إلى بيانات من شركة أمن المعلومات Imperva التي أظهرت أن نسبة حركة المرور القادمة من أنظمة تلقائية (Bots) ارتفعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حتى أصبحت تشكل جزءًا أساسيًا من الإنترنت. ومع التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوليد النصوص والصور، يتوقع بعض الخبراء أن يصبح من الصعب التمييز بين المحتوى البشري والمحتوى الاصطناعي.

المدير التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان – وهو من أبرز المؤثرين في عالم الذكاء الاصطناعي – صرّح مؤخرًا بأنه كان يتجاهل سابقًا فكرة "الإنترنت الميت" لكنه الآن يراها أكثر جدية مما مضى، في إشارة إلى القلق المتزايد من تضخم المحتوى الآلي على حساب المحتوى الإبداعي الذي يصنعه البشر.

مع ذلك، يشير محللون آخرون إلى أن الحديث عن "انهيار الإنترنت" ربما يكون مبالغًا فيه، فالمحتوى الذي ينتجه الإنسان لا يزال يلعب دورًا محوريًا في صياغة النقاشات العامة، والسياسات، وصناعة الأخبار. ويرى البعض أن هذه الظاهرة لا تعني نهاية الإنترنت، بل انتقاله إلى مرحلة جديدة تحتاج إلى تنظيم أقوى وتقنيات متقدمة لكشف المحتوى المزيف والتفريق بينه وبين المحتوى الحقيقي.

النقاش حول مستقبل الإنترنت يفتح الباب أمام أسئلة جوهرية: كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على حرية التعبير؟ هل سيبقى للمحتوى الإنساني مساحة كافية وسط طوفان النصوص الآلية؟ وهل تحتاج الحكومات ومنصات التواصل إلى قوانين جديدة لحماية المستخدمين من التضليل والبيانات غير الموثوقة؟

سواء كانت التوقعات دقيقة أم لا، فإن ما يحدث اليوم على الشبكة العنكبوتية يشير إلى تحولات عميقة يجب متابعتها عن كثب. السنوات القادمة قد تحدد شكل الإنترنت الذي سنعرفه لعقد كامل قادم.

مشاركة على: