توسع المقاطعة الثقافية لإسرائيل يجذب فنّانين حول العالم

توسع المقاطعة الثقافية لإسرائيل يجذب فنّانين حول العالم
توسع المقاطعة الثقافية لإسرائيل يجذب فنّانين حول العالم

توسع المقاطعة الثقافية لإسرائيل يجذب فنّانين حول العالم

الحملة الدولية الجديدة للمقاطعة الثقافية لإسرائيل تتصاعد سريعًا، وتشهد دعمًا قويًا من فنّانين ومثقّفين حول العالم، استجابةً للأحداث الإنسانية في غزة. أكثر من 400 فنّان وموسيقي أعلنوا مشاركتهم في حملة تحت شعار "No Music for Genocide"، تطالب بإزالة أعمالهم أو مقاطعتها على المنصات الرقمية المرتبطة بإسرائيل. 

الحملة تهدف إلى الضغط على شركات الإنتاج الكبرى مثل Sony وUniversal وWarner، لإجبارها على اتخاذ موقف من الدعم أو التعاون مع مؤسسات يُعتقد أنها متورطة في سياسات الاحتلال أو التنميط العنصري. 

من بين المشاركين أسماء معروفة مثل فرقة Massive Attack، وPrimal Scream، بالإضافة إلى موسيقيين مثل Japanese Breakfast وRina Sawayama وCarole King، الذين أعلنوا دعمهم للحملة والمشاركة بإزالة محتواهم الذي يتم بثّه على المنصّات الإسرائيلية أو التي تتعاون مع مؤسسات إسرائيلية. 

ردود الأفعال حصلت من عدة اتجاهات. على الصعيد الشعبي، حملات مقاطعة للمنتجات الإسرائيلية تزداد في تركيا، في مؤسسات رسمية مثل السكك الحديدية وشركات الطيران، وكذلك البلديات التي تمنع منتجات مرتبطة بإسرائيل في الكافيتريات والمرافق العامة. 

في أوروبا أيضًا، هناك ضغط متزايد من الكتاب والمثقفين لدعم المقاطعة الثقافية. تم توقيع عرائض تدعو إلى وقف التعاون مع المؤسسات الإسرائيلية في مجالات السينما، الأدب، والموسيقى. 

خبراء حقوق الإنسان يؤكدون أن هذه المقاطعة ليست مجرد عمل رمزي، بل تُعد وسيلة لتعزيز الوعي بالممارسات التي تُعتبر انتهاكات لحقوق الفلسطينيين، خاصةً في ظل الحصار، التدمير، والحرب. لكنهم أيضًا يحذرون من أن المقاطعة قد تُوصم بأنها معاداة للسامية، وأنها قد تُستخدم لأغراض سياسية متباينة. 

الحملة تتضمن خطوات عملية، من ضمنها:

جماهير تحمل علم فلسطين ولافتات في مدينة غربية.

إزالة المحتوى: موسيقيون وفنانون يطالبون بإزالة أعمالهم من المنصات التي تُوزّع في إسرائيل أو تتعاون مع مؤسسات متهمة بارتكاب انتهاكات. 

مقاطعة الفعاليات والمؤتمرات: بعض الكتاب والمهرجانات الأدبية والفنية تُعلن أنها لن تستضيف أي تعاون مع مؤسسات إسرائيلية أو شخصيات تُعرف بدعمسياسات الاحتلال. 

ضغط شعبي ومؤسسي: مؤسسات في تركيا وأوروبا تمنع بيع منتجات أو استضافة فعاليات لها علاقة بإسرائيل، وتتلقى دعوات من الجمهور لضغط أكبر على الحكومات والمؤسسات الثقافية. 

تتضح أهمية هذه المقاطعة الثقافية في أنها توفر منصة بديلة للتعبير عن التضامن، وتعمل على تسليط الضوء ما وراء الحدث الإعلامي، لتشمل المؤسسات التي تدعم الراويّ الرسمي للصراع. بينما تؤكد الحملة أنها ليست معادية ليهود أو الشبكات اليهودية ككلّ، بل إنها تستهدف السياسات والمؤسسات التي تُستخدم لدعم ممارسات يُعتبرها المحتجون غير شرعية أو منتهكة لحقوق الإنسان.

أما التحديات فتكمن في:

الاتهامات التي تواجهها الحملة من جانب بعض الحكومات والمؤسسات، التي تصفها بأنها معاداة للسامية أو مخالفة للقوانين المتعلقة بالتعبير الفني.

التداخل بين السياسة والفن، مما قد يجعل بعض المؤسسات أو الأفراد يترددون في المشاركة.

صعوبة ضمان تنفيذ المقاطعة بشكل فعّال في كل الأماكن والمنصّات، خصوصًا الرقمية منها.

في النهاية، يبدو أن المقاطعة الثقافية لإسرائيل وصلت إلى نقطة مفصلية؛ حيث الفنانون والمثقفون والجماهير باتوا يشكّلون ضغطًا متزايدًا، يطالب بالمساءلة والعدالة. العالم الثقافي والفني قد يكون واحدًا من المجالات الأكثر حساسية وتأثيرًا للتعبير عن الرأي، والمقاطعة تُعتبر إحدى الأدوات التي يستخدمها العديدون الآن ليعبروا عن رفضهم لما يحدث من معاناة.

مشاركة على: