
بوينغ تكشف سر تصنيع طائرة خلال 9 أيام فقط
في خطوة مثيرة للدهشة في عالم صناعة الطيران، تكشف التقارير أن شركة بوينغ نجحت في بناء طائرة من طراز 737 في تسعة أيام فقط، من بدء تجميع الهيكل وحتى الانتهاء من الفحوصات النهائية. هذا الإنجاز يُعد علامة بارزة في تسارع الإنتاج الصناعي، لكنه أيضًا يثير تساؤلات حول الموازنة بين السرعة والجودة والسلامة.
كيف حدث ذلك
وفقًا لتقارير متخصصة، تعتمد بوينغ على مزيج من استراتيجيات التصنيع المتقدمة مثل:
التصنيع الرشيق (Lean Manufacturing): تقليل الهدر في الوقت والموارد، والعمل بخط تجميع متحرك بدلاً من بقاء الطائرة ثابتة.
إدارة الإمداد حسب الحاجة (Just-In-Time): وصول مكونات الطائرة بالضبط حين تُستخدم، دون تراكم مخزون كبير يبطئ العملية.
التقسيم الدقيق للمهام بين الفرق: فرق متخصصة تتلقى أجزاءً جاهزة من الموردين (هيكل، جناح، مكونات داخلية) لتجميع سريع ومتزامن.
الفحوصات التدريجية: في اليوم الخامس تُشغل الأنظمة الأساسية، وفي اليوم السابع تُركَّب المحركات. اليوم التاسع مخصص للفحص النهائي والتدشين التجريبي.
في المصنع الواقع بمدينة رينتون، واشنطن، يتم استلام جوانب الهيكل (Fuselage) من الموردين، ثم تبدأ فرق داخل المصنع بتركيب الكابلات، الأنظمة الكهربائية، العزل، وغيرها من المكونات، ثم إلحاق الأجنحة والمكونات الكبيرة الأخرى بالتزامن مع حركة الطائرة على ناقل يتحرك بسرعات دقيقة نحو خطوات التجميع التالية.
الفرص والتحديات
هذا الأسلوب في التصنيع يُمكِّن بوينغ من تلبية الطلب الضخم المتراكم لديها، لكن لا يخلو الأمر من توقّعات وانتقادات. بعض الخبراء يشيرون إلى أن التسارع قد يُعرّض جودة التوثيق أو تركيب بعض المكونات لخطر الافتقاد أو الأخطاء، كما أشار تقرير من NTSB بأن حادثة انفصال لوحة باب في طائرة من طراز 737-9 جاءت نتيجة خلل في التوثيق والتدقيق أثناء الإنتاج.
من الناحية المالية، الإنتاج الأسرع يخفض تكاليف اليد العاملة وتكاليف الانتظار، ويساعد في تقليل تكلفة الوحدة. أما من الناحية التشغيلية، فهو يزيد قدرات الإنتاج الشهرية ويُسهم في تسليم الطائرات بسرعة للعملاء الذين يطالبون بتسريع مواعيدها.
ردود أفعال وتحفظات
بينما يحتفي البعض بهذا الإنجاز كدليل على تفوق التكنولوجيا الصناعية، يبدي آخرون تحفظات بشأن التوازن بين السرعة والسلامة. مستخدمون في مناقشات فنية في الإنترنت أشاروا أن عبارة "تم البناء في تسعة أيام" قد تشير فقط إلى التجميع النهائي بينما القطع والمكونات تم تصنيعها مسبقا.
كما أن الهيئة الفدرالية للطيران في الولايات المتحدة (FAA) سبق أن فرضت قيودًا على إنتاج طائرة 737 MAX بعد حادثة انفصال لوحة باب في يناير 2024، وذلك لمراجعة أنظمة الجودة والإشراف الصناعي.
حتى الآن، لم تصدر بوينغ تصريحًا مفصَّلًا يشرح جميع الخطوات أو يوضح كيف تحقّقت كل الفحوصات ضمن ذلك الإطار الزمني. لكن الفيديو المنتشر والمقالات التقنية أثارت اهتمامًا كبيرًا داخل الصناعة ومجتمع الطيران، وأصبحت هذه المعلومة محور نقاش واسع في المجتمعات الهندسية.