تركيا تستقبل أكثر من 40 مليون سائح في ثمانية أشهر
في بيانات جديدة تعكس تعافيًا قويًا لقطاع السياحة في تركيا، أعلنت وزارة الثقافة والسياحة أن عدد الأشخاص الذين زاروا البلاد خلال الفترة من يناير حتى أغسطس 2025 تخطى 40.47 مليون زائر، بينهم 35.48 مليون سائح أجنبي و 4.99 مليون من المواطنين الأتراك المقيمين في الخارج. هذا الرقم يُظهر أن تركيا لا تزال مقصدًا مهمًا للسائحين من مختلف أنحاء العالم، رغم التحديات الاقتصادية العالمية.
من بين الدول التي أرسلت أكبر عدد من الزوار، تأتي روسيا في المرتبة الأولى بـ 4,554,395 زائرًا، تليها ألمانيا عددًا بـ 4,400,592، ثم المملكة المتحدة بما يزيد قليلًا عن 3 ملايين.
أما شهر أغسطس وحده، فقد شهد توافد حوالي 6,970,000 سائح أجنبي، بزيادة تقدر بـ 2٪ مقارنة بشهر أغسطس من العام السابق، مع تقدم بارز من روسيا (990,709 زائرًا) وألمانيا (989,839 زائرًا)، ثم بريطانيا.
هذه الإحصائيات تدل على ثقة السياح الدوليين في تركيا كمقصد سياحي، خاصة من روسيا وألمانيا، والذين يظهرون استمرارية في زيارة تركيا، مما يعزز العلاقة السياحية بين تركيا وأوروبا الشرقية. خبراء السياحة يرون أن التوزيع الجغرافي للاستثمارات السياحية، السعر التنافسي للفنادق، وتحسين الخدمات والتجربة السياحية كلها عوامل ساهمت في اجتذاب هذا العدد الكبير من الزوار.
بالإضافة إلى الأرقام الكبيرة، فإن عائدات السياحة تُعتبر عاملاً مهمًا في دفع عجلة الاقتصاد التركي، والمساعدة على خفض الفجوة في الميزان التجاري، خاصة مع الأزمات العالمية التي تؤثر على حركة السفر والخدمات. وزارة السياحة ترى أن هذا الأداء في الثمانية أشهر يمكن أن يدعم توقعاتها بتحقيق 65 مليون زائر أجنبي بنهاية 2025.
التحدي الكبير الذي يواجه القطاع الآن هو كيف يُمكن الحفاظ على هذا الزخم خلال فصل الخريف والشتاء، خصوصًا مع التغيرات في الطلب والأسعار، وتكاليف التشغيل المرتفعة، وتأثير الصرف الأجنبي على هوامش الربح لدى المنشآت السياحية. كما أن المنافسة من دول السياحة المتوسطية الأخرى تُعد عاملًا ليس بالقليل بالنسبة لفترة مثل الشتاء.
من جهة أخرى، بعض الولايات التركية الساحلية مثل أنطاليا تستفيد استفادة كبيرة، حيث تجاوز عدد الزوار الأجانب الوافدين إليها خلال هذه الفترة الـ 11.7 مليون سائح جوي. تُعد أنطاليا واحدة من أهم مراكز الجذب السياحي في الشتاء والصيف، خاصة ضمن عروض “كل شيء شامل” التي تجذب السائح الأجنبي الباحث عن الراحة والتجربة الكاملة.
كما لوحظ أن الطلب السياحي من الأسواق الروسية والألمانية مستمر، رغم بعض التحديات مثل تغيرات الأسعار وتكاليف السفر. السياح من المملكة المتحدة أيضًا شكلوا جزءًا كبيرًا من الزيارات، بينما الأسواق مثل إيران وبولندا تحافظ على وجودها ضمن أوائل الدول المصدّرة للسياح لتركيا.
ختامًا، بحلول نهاية أغسطس 2025، يبدو أن قطاع السياحة التركية يدخل في مرحلة تعزيز بعد فترة تذبذب، حيث إن هذه الأرقام العالية تُعد مؤشرًا على أن السياسات الحكومية في الترويج السياحي، تحسين البنى التحتية، والخدمات قد أُخِذت بجدية. تبقى الأمال معلّقة على استمرار هذا النمو خلال بقية العام، خاصة في الأشهر التي تقل فيها الحركة السياحية، وتحقيق التوازن بين جودة التجربة وتكاليف التشغيل للسياح والمشغّلين معًا.
