تركيا تعلن تعيين 25000 معلم جديد لتعزيز التعليم

تركيا تعلن تعيين 25000 معلم جديد لتعزيز التعليم
تركيا تعلن تعيين 25000 معلم جديد لتعزيز التعليم

تركيا تعلن تعيين 25000 معلم جديد لتعزيز التعليم

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع مجلس الوزراء أن الحكومة قد أطلقت رسميًا عملية تعيين 25 ألف معلم جديد في البلاد، من بينهم 10 آلاف معلم سيتم اختيارهم من خلال “الأكاديمية الوطنية للتعليم” (Millî Eğitim Akademisi). 

وأوضح أردوغان أن هذه الخطوة ليست مجرد تعيينات عادية لملء الأماكن الشاغرة، بل تهدف أيضًا إلى رفع مستوى الجودة التعليمية من خلال تهيئة المعلمين الجدد تدريبًا متكاملًا ليكونوا مؤهلين للتدريس بكفاءات مهنية عالية. 

وأشار إلى أن الوزارة ستعلن جدول التعيينات والتفاصيل المتعلقة بفترات التقديم والتوزيع حسب الاختصاصات والفروع في الأيام القادمة، داعيًا المعلمين المحتملين للاطلاع على الشروط والمواعيد عبر بوابة وزارة التربية الوطنية التركية (MEB). 

كانت وسائل الإعلام التركية قد نشرت أن من هذه المعينات 10 آلاف معلم ستُوظَّف عبر الأكاديمية الوطنية، وهي منصة جديدة تهدف لتدريب المعلمين الجدد وتأهيلهم قبل الالتحاق بالمدارس. 

كما أفادت صحف تركية مثل “Haberler” أن التقديم على هذه المناصب سيُفتح في الفترة من 21 أبريل إلى 5 مايو 2025 للمعلمين المتقدمين عبر امتحان KPSS لعام 2024، وأن من يجتاز التقييم النظري سيتم اختياره لإجراء مقابلة شفهية لاحقة، وسيتم اختيار المرشحين الفعليين بناءً على محصلة الامتحان والمقابلة. 

وفيما يتعلق بالتوزيعات، فإن 15 ألف معلم من بين الـ 25 ألف سيتم التعيين بشكل عادي استنادًا إلى الفروع المتخصصة، بينما العشرة آلاف الأخرى ستكون من نصيب الأكاديمية الوطنية، التي تخضع لآليات اختيار منفصلة. 

يُذكر أن الوزارة قد أصدرت بيانات تفصيلية توضح أن أعداد المعلمين المخطط تعيينهم وفقًا للفروع ستُعلن قريبًا مع دليل التقديم

هذه المبادرة تأتي في سياق جهود أوسع لتعزيز البنية التحتية التعليمية، خفض كثافة الطلاب في الفصول، وتحسين الوصول إلى التعليم المبكر في المناطق الريفية والنائية. أردوغان قال إنه من الضروري أن يحصل كل طفل في أي منطقة من تركيا على معلم كفء وبيئة تعليمية مناسبة. 

كما لفت الرئيس إلى أن عدد المعلمين الذين تم تعيينهم في فترته الرئاسية قد تجاوز 800 ألف معلم حتى الآن، مما يعكس التزامًا مستمرًا بتطوير قطاع التعليم. 

من الناحية السياسية، يرى بعض المحللين أن هذا الإعلان يأتي قبل انتخابات محتملة أو في إطار الاستعدادات السياسية، إذ يُستخدم التعليم كقاطرة جذب شعبي، خاصة لدى العائلات التي تولي أهمية كبيرة للتعليم باعتباره مفتاح المستقبل.

لكن المشروع يواجه تحديات عديدة: أولها احتياجات تمويل ضخمة لتوظيف وتدريب المعلمين الجدد، وضمانات استدامة الرواتب والتوظيف. ثانيًا، البنية التحتية للمدارس في بعض المناطق لا تزال ضعيفة، مما قد يعيق استيعاب هذا العدد الكبير من المعلمين. ثالثًا، التوزيع العادل بين المناطق الحضرية والريفية والتخصصات سواءً في العلوم أو اللغات أو الرياضيات سيشكل اختبارًا دقيقًا للتنفيذ العادل.

إضافة لذلك، تواجه الوزارة تحديًا في التأكد من أن المعلمين الجدد ليسوا مجرد أرقام في النظام، بل يقدمون أداء حقيقيًا يُحسّن النتائج الأكاديمية للطلاب، وهي مهمة تتطلب متابعة تقييمية مستمرة ودعم بالتطوير المهني والتدريب.

في الختام، هذه التعيينات الجديدة تشكّل خطوة استراتيجية لتركيا لتعزيز التعليم وتحقيق طموحاتها في بناء جيل قادر على المنافسة عالميًا، وإذا نُفذت بنجاح، فقد تضع تركيا في مصاف الدول التي تستثمر بقوة في رأس المال البشري.

مشاركة على: