
تركيا تُصبح الأولى في أوروبا والسابعة عالميًا في إنتاج الصلب
أدلى وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي، محمد فتح قاجير (Mehmet Fatih Kacır)، بتصريح مهم خلال افتتاح مصنع صلب جديد في منطقة أوسمانيلي الصناعية بمحافظة بيلجيك، مفاده أن تركيا قد ارتقت لتصبح أكبر منتج للصلب في أوروبا وضمن أفضل سبعة منتجين في العالم هذا العام.
قال الوزير إن التقدير يستند إلى البيانات والإحصاءات الرسمية إلى غاية الفترة الحالية، مشيرًا إلى أن الصادرات من قطاع الصلب في تركيا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام وصلت إلى حوالي 12.5 مليار دولار، مما يعزّز مركز تركيا بين الدول الرائدة في هذا القطاع الصناعي الحيوي.
خلال حديثه في حفل تدشين المصنع الاستثماري الذي تبلغ تكلفته نحو 150 مليون يورو، قال قاجير إن تركيا خلال العقدين الأخيرين حقّقت قفزات صناعية كبيرة في مجالات الاستثمار، التوظيف، التصدير، والبنية التحتية الصناعية، مؤكدًا أن القدرات الإنتاجية والتصديرية هي التي مكّنت من تحقيق هذا التصنيف المرموق.
وأوضح أن القطاع لا ينظر فقط إلى الحجم، بل أيضًا إلى الجودة وتنوع المنتج، حيث تطورت الصناعة التركية لتنتج أنواعًا متقدمة من الصلب بما في ذلك الصلب المعالج حراريًا، الصلب المجلفن، والسبائك المخصصة، مستخدمةً مفاهيم التصنيع الذكي والتحول الرقمي في المصانع.
وأضاف أن تركيا لا تسعى للتنافس فقط من حيث الكمية، بل تعمل على الاختراق في الأسواق العالمية بمعايير جودة عالية وسلسلة قيمة متكاملة من الإنتاج إلى التصدير. من جهة أخرى، ذكر الوزير أن تركيا وضعت خطة “خارطة طريق الصلب منخفض الكربون” التي تهدف إلى تحديث المصانع الحالية، الدمج مع مصادر الطاقة المتجددة، واسترداد الحرارة المفقودة في العمليات. هذه الخطة، حسب قوله، تستلزم استثمارات تُقدَّر بـ أكثر من 31 مليار دولار حتى 2053.
وأشار إلى أن تركيا تستعد للتحديات التنظيمية القادمة، مثل آلية الكربون عند الحدود (CBAM) التي تُفرضها بعض الدول الأوروبية، وقال إن الصناعة الحديدية التركية تعمل على مواكبة المعايير البيئية الجديدة لتفادي العقوبات الجمركية وضبط البصمة الكربونية في منتجاتها.
من المهم أن نُشير إلى أن المصانع التركية، ومن ضمنها المصنع الذي دُشن، يقع في منطقة أوسمانيلي الصناعية في بيلجيك، وهي منطقة استراتيجية بالقرب من مراكز لوجستية وشبكات مواصلات.
في ظل هذا التصريح، تُعزّز تركيا موقعها في خارطة التصنيع الأوروبية والعالمية، وتُرسل رسالة قوية بأن الصناعة الثقيلة التركية ليست فقط حجمًا، بل تطورًا وكفاءة وتوجهًا نحو المستقبل.