
هل تفاجئ إسرائيل حماس بجائزة نوبل لخديعة الاتفاق؟
في ظل التوترات الدبلوماسية المكثفة حول مفاوضات إنهاء الحرب في غزة، تبرز تقديرات إسرائيلية تفيد بأن الجدول الزمني المتبقي لإبرام اتفاق لا يزال ضيقًا. وفقًا لما نشرته صحيفة هآرتس، نقلاً عن دبلوماسي “مطلع جدًا” على المفاوضات، فإن الأطراف لازالت تحتاج ما بين 3 إلى 5 أيام للوصول إلى صيغة تفاهم نهائية. كما أُشير إلى أن إسرائيل تأمل في تجاوز يوم الجمعة، موعد إعلان جائزة نوبل، باعتقاد أنها إذا لم تُمنح للرئيس الأميركي ترامب فإن الالتزام بالاتفاق قد يتقلّب، مما يمنح إسرائيل ذريعة لاستئناف القتال.
إسرائيل والرهان على النوبل
في التفاصيل، يُفهم أن إسرائيل تعتبر إعلان جائزة نوبل عاملاً استراتيجيًا في هذه اللحظة: إن فاز ترامب بها، قد يتحمّس لإنجاز الاتفاق ليُسجّل قِبله الدولي، أما إذا لم يحصل عليها، فهي تخشى أن يُعيد التفاوض أو يتراجع عن التزامه، مما قد يُعطي إسرائيل ما ترغب فيه من مبرر لإعادة احتدام العمليات العسكرية. هذه الحدة في الرهان تُظهِر مدى تأثير العوامل الخارجية على مسار المفاوضات.
البرغوثي: نقطة محورية في التفاهمات
من جهة أخرى، نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مصادر مطّلعة أن حركة حماس أبلغت الوسطاء أنها ملتزمة بتأمين إطلاق سراح مروان البرغوثي كجزء من الاتفاق المرتقب.
مروان البرغوثي، 66 عامًا، يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره المرشح المحتمل لقيادة الساحة الفلسطينية مستقبلاً في حال تغيُّر الأوضاع، بفضل شعبيته وتأثيره. هو الآن يقضي حكماً بالسجن المؤبد في إسرائيل بتهم متعلقة بالانتفاضة الثانية، وقد رفض التهم وقدّم نفسه كمعتقل سياسي.
وقالت المصادر إن حزب فتح وشركاء الوساطة تلقوا تأكيدات من حماس بأن “مصير البرغوثي لا يزال محورياً تمامًا” في بنود الاتفاق، وأن إطلاق سراحه يشكّل أحد شروط الثقة بين الأطراف.
الوقت الضيق يضغط على المفاوضين، إذ إذا مضى يوم الجمعة دون إعلان الاتفاق، فإن الأمور قد تدخل في منعطف خطير. فإسرائيل تراهن على ضعف التزام ترامب إذا لم تُمنح النوبل، وحماس تُحاول ضمان أن يكون إطلاق البرغوثي مؤشرًا على جديتها في تنفيذ الاتفاق.
لكن هناك عقبات كبيرة: التفاصيل الأمنية، الضمانات، الانسحاب، البنى التحتية، وإدارة الفترة الانتقالية في غزة بعد الاتفاق كلها عوامل يمكن أن تعرقل التوصل إلى نص نهائي حتى خلال الأيام المتبقية.
إذا تحقّقت التقديرات، فإن الأيام القادمة قد تشهد تسريعًا تاريخيًا نحو اتفاق. لكن كما في المفاوضات الكبرى، الكثير يعتمد على الموازنات السياسية والتوقيت الرمزي (كالنوبل) وردود الفعل الدولية. مصير البرغوثي قد يكون ورقة مهمة جدًا في هذا اللغز الدبلوماسي، ورؤية من سيفوز بالنوبل قد يرسم خارطة التزام الأطراف أو خذلانها.