
قوافل المساعدات تستعد لدخول غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار
تستعد قوافل المساعدات الإنسانية لعبور المعابر إلى قطاع غزة خلال الساعات المقبلة، بعد التوصل إلى اتفاق أولي لوقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل بوساطة مصرية وقطرية وبرعاية أمريكية.
ويُعدّ هذا الاتفاق خطوة محورية لبدء مرحلة جديدة من الجهود الإنسانية، تهدف إلى تخفيف الأزمة المعيشية والإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها سكان القطاع منذ شهور طويلة من الحصار والتصعيد العسكري.
ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية القطرية، فإن “جميع بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق قد اكتملت، وتشمل السماح بدخول المساعدات الإنسانية فورًا إلى قطاع غزة”، مؤكدة أن التنسيق يتم بين الأطراف كافة لضمان وصول الإمدادات بأمان إلى المحتاجين.
🔹 محتوى المساعدات
تتضمن القوافل المنتظرة دخول كميات كبيرة من:
المواد الغذائية الأساسية كالطحين والحليب المعلب والزيوت.
الأدوية والمستلزمات الطبية العاجلة للمستشفيات الميدانية.
شحنات محدودة من الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية ومرافق المياه.
أدوات إغاثة للنازحين تشمل البطانيات والخيام ومستلزمات النظافة الشخصية.
وتشير التقديرات إلى أن الدفعة الأولى من المساعدات ستدخل من معبر رفح البري ومعبر كرم أبو سالم تحت إشراف منظمات الأمم المتحدة والهلال الأحمر المصري، على أن تُوزّع عبر مراكز تنسيق محلية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني في غزة.
🔹 آلية المراقبة والتوزيع
بحسب مصادر دبلوماسية مطلعة، ستخضع جميع الشاحنات للفحص الأمني قبل دخولها، بإشراف فرق مشتركة من الأمم المتحدة ومصر وقطر، لضمان منع أي خروقات أو تأخير في تسليم الإمدادات.
وتتولى وكالة “الأونروا” جزءًا كبيرًا من عملية التوزيع في المناطق الأكثر تضررًا، فيما ستُشرف منظمة الصحة العالمية على توجيه الأدوية والمعدات الطبية للمستشفيات الميدانية التي تواجه ضغطًا هائلًا بعد أشهر من القتال.
🔹 تحذيرات دولية من كارثة إنسانية
منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة رحّبتا بالاتفاق، لكنهما شدّدتا على ضرورة استمرار تدفق المساعدات دون انقطاع، مشيرتين إلى أن الأوضاع داخل غزة لا تحتمل أي تأخير في الإمدادات.
وقالت المنظمة في بيانها الأخير إن “القطاع بحاجة عاجلة إلى الغذاء والوقود والمياه والدواء”، لافتة إلى أن أكثر من 70% من المرافق الصحية توقفت عن العمل بسبب نفاد الوقود وانقطاع الإمدادات منذ أشهر.
🔹 تحديات أمام التنفيذ
ورغم الأجواء الإيجابية التي رافقت الإعلان عن الاتفاق، لا تزال هناك مخاوف من بطء دخول الشحنات أو فرض قيود إضافية على بعض المواد، خصوصًا تلك التي تُصنَّف ضمن “الاستخدام المزدوج” مثل الوقود ومعدات البناء.
كما تخشى منظمات الإغاثة من تكرار سيناريوهات سابقة شهدت تعطل القوافل الإنسانية بسبب التعقيدات الإجرائية أو التصعيد الميداني المفاجئ.
🔹 دور مصر وقطر
تلعب القاهرة والدوحة دورًا حاسمًا في تأمين مرور القوافل وضمان الالتزام بالهدنة، إذ أكدت مصادر دبلوماسية مصرية أن ترتيبات لوجستية مكثفة تجري منذ مساء الأربعاء لتسهيل دخول عشرات الشاحنات فور استقرار الوضع الميداني.
أما قطر، فقد أعلنت على لسان وزارة خارجيتها أن “المساعدات التي ستدخل غزة هي أول خطوة ملموسة لتنفيذ الاتفاق”، مؤكدة التزامها بتمويل جزء من الإمدادات الإنسانية ودعم عمليات النقل والتوزيع.
🔹 رسائل الأمل وسط الدمار
وسط هذه التحركات، عمّت أجواء من الترقب بين سكان القطاع الذين ينتظرون بفارغ الصبر وصول أولى قوافل المساعدات بعد شهور من الحصار ونقص المواد الأساسية.
وقال أحد المواطنين من مدينة خان يونس عبر وسائل التواصل: “لم يعد يهمّنا سوى أن تصل المساعدات بسرعة... أطفالنا بحاجة إلى طعام ودواء وماء نظيف”.
فيما عبّر عامل إغاثة محلي عن أمله بأن تكون هذه الهدنة بداية لمرحلة “تسمح للإنسان بالعودة إلى الحياة الطبيعية ولو بشكل مؤقت”.
🔹 المرحلة المقبلة
يتوقع أن تتبع هذه الخطوة مراحل إضافية ضمن الاتفاق تشمل فتح المعابر بشكل أوسع، وزيادة عدد الشاحنات اليومية إلى أكثر من 400 شاحنة يوميًا، ثم البدء تدريجيًا في مشاريع إعادة الإعمار بتمويل عربي ودولي.
وأكدت الأمم المتحدة أنها تعمل بالتنسيق مع الدول المانحة لإطلاق خطة إنسانية عاجلة لإعادة تأهيل البنية التحتية المدمّرة في غزة فور تثبيت وقف إطلاق النار.