
مدينة الطعام الدائم: صباحًا كبد، وليلاً شِرْدان في أضنة
في مدينة أضنة، يتحول الطعام إلى إيقاع يومي مستمر لا يتوقف مع غروب الشمس؛ هذا ما يؤكّده عنوان تقرير على موقع Memurlar تحت عنوان “Günün Her Saati Yemekle Yaşayan Şehir: Sabah Ciğer, Gece Şırdan…” أي «المدينة التي تعيش بالطعام كل ساعة: صباحًا كبد، ليلًا شِرْدان». في هذا التقرير يُصوّر المشهد الغذائي في أضنة كجزء من الهوية الثقافية اليومية لساكنيها والسياح الزائرين.
صباح أضنة: الكبد بداية اليوم
مع طلوع الشمس، تبدأ شوارع “شارع الكبد” (Ciğerciler Sokağı) في وسط المدينة بأنوار الشواء والدخان، حيث يُعدّ طبق الكبد (ciğer) الإفطار المفضل للعديد من السكان. محلات الكبد تفتتح مبكرًا، ويهرع الزبائن لتناول شرائح الكبد المقلية أو المشوية مع الخبز والبصل، كجزء من روتين الصباح في أضنة. التقرير يُشير إلى أن البعض يعتبر تناول الكبد صباحًا علامة على مدينة “لا تهدأ” من حيث النشاط الغذائي طوال اليوم.
الليل: شِرْدان ومومبار كخيارات محلية
مع حلول الليل، تتغيّر نكهات المدينة وتظهر رائحة الشِرْدان (şırdan) والمومبار (mumbar) في الأزقّة. الشِرْدان يُعدّ من أحشاء الحيوان المحشوة بالأرز والتوابل، ويُقدم غالبًا بين الساعة 21:00 و03:00، ويُعدّ طبقًا محبوبًا لمن لا يهدأ جوّ المدينة حتى ساعات متأخرة. التقرير يوضح أن هذه المأكولات الليلية تُضفي جوًّا مميّزًا على أحياء أضنة في الساعات المتأخرة، فمطاعم الكبد قد تُغلق أو تقلّل نشاطها، فيما تزدحم محطات الشِرْدان والمومبار.
الهوية الغذائية وتراث المدينة
هذا التقاليد الغذائية لا تُعدّ مجرد رغبة في الأكل طوال اليوم، بل هي جزء من هوية أضنة الثقافية، حيث الطعام يُمثّل لقاءات واجتماعات وعادات مشتركة. في مدن أخرى أيضًا يُشار إلى ذلك: موقع Aydınlık وصفها بأنها مدينة “تستيقظ وتنام مع الطعام” بفضل تنوّع المأكولات التي تُقدّم في كل ساعة.
أحد أصحاب المطاعم عبّر، كما نقل التقرير، بأن السكان يتعاملون مع الطعام كجزء من يومهم — يُقال “اليوم فينا يبدأ بالكبد، وينتهي بالشِرْدان”. ويُشير إلى أن الزوار من المدن الأخرى قد يفاجأون بأن بعض المطاعم تظلّ مفتوحة بعد منتصف الليل، تقدّم الشِرْدان أو المومبار كخيارات لوجبة متأخرة.

التأثير على السياحة والمطاعم
الميزة التي توفرها أضنة بأنها مدينة لا تنام غذائيًا قد تُستخدم كعامل جذب للسياح، خصوصًا أولئك الذين يحبون التجوّل الليلي وتجربة الأذواق المحلية في ساعات غير معتادة. بعض المطاعم قد تزيد من ساعات عملها لتلبية الطلب الليلي، مما يعزز الدخل المحلي.
لكنّ هذا النمط يحمّل أيضًا بعض الضغوط على مطاعم الأحشاء أو الشِرْدان — من حيث جودة المكونات، النظافة، والإدارة — كي تبقى تنافسية وليست مؤقتة فقط لتلبية الطلب الليلي.