إسطنبول تحتضن اجتماع استثماري بـ 15 تريليون دولار
في خطوة تجسّد الطموحات الاقتصادية التركية، انعقد مؤخّرًا في إسطنبول اجتماع لجنة الاستثمار الاستشارية (Yatırım Danışma Komitesi – YDK)، في مقر العمل الرئاسي بمكتب دولمبهتشه، بحضور كبار ممثلي الشركات العالمية والحكومة التركية. الحدث أثار أنظار العالم الاقتصادي، حيث ركّز على مستقبل الاستثمار في تركيا وأدوار الشركات الكبرى بالتوجّه نحو الاقتصاد الرقمي والطاقة النظيفة.
المشاركون والقيمة المعلنة
وفق ما نشرته CNBCE، الاجتماع شمل مشاركة حوالي 35 شركة عالمية مثل Apple وMicrosoft وAmazon، وذكر أن الحجم المجمّع لهذه الشركات (من حيث القيمة السوقية أو حجم أعمالها) يُقدّر بـ حوالي 15 تريليون دولار.
كما ذكرت Anadolu ووسائل تركية أخرى أن الاجتماع جمع ممثلين من 11 دولة، من القطاعين العام والخاص، وبلغ عدد المستثمرين الدوليين المشاركين حوالي 33 شركة في بعض المصادر.
في الكلمة الافتتاحية، ألقى نائب الرئيس التركي سيفدت يلماظ (Cevdet Yılmaz) كلمة قال فيها إن السياسة الاقتصادية التركية تتجه نحو “خفض التضخّم بشكل دائم مع المحافظة على النمو”، وأكد أن الحكومة تسعى لتعزيز الاستثمارات الأجنبية من خلال إصلاحات هيكلية وتشجيع القطاعات التقنية والصناعية.
وأضاف أن منذ يونيو 2024 تمّ خفض التضخّم بنحو 42 نقطة، وأن تركيا تستهدف الوصول إلى معدلات تضخّم أحادية الرقم بحلول
محاور النقاش والنتائج الأولية
خلال الجلسات المُغلقة، نُوقشت عدة محاور استراتيجية منها:
التحوّل الرقمي والابتكارات التكنولوجية: جذب شركات تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي لتأسيس مراكز بحث واستثمار في تركيا.
الطاقة المتجددة والاستدامة: تشجيع مشاريع الطاقة النظيفة، الاستثمارات في الشمس والرياح.
إصلاحات البنية التحتية: تحسين الموانئ واللوجستيات والربط بين آسيا وأوروبا.
سلسلة القيمة العالمية: كيف تجذب تركيا الاستثمارات التي تُمكّنها من أن تكون جزءًا من الشبكات العالمية التصنيعية.
بعد الاجتماع، صُدر بيان نتائج أشار إلى أن اجتماع YDK هذا العام حقّق منصة حوار فعّالة بين المستثمرين وصانعي القرار، وأن التوصيات التي خرجت ستُضمّ إلى خطط الحكومة وإجراءات الإصلاح. من تلك التوصيات دعم الاستثمار الأجنبي المباشر، تسهيل القوانين التنظيمية، التركيز على قطاعات ذات قيمة مضافة عالية، وتعزيز التوافق بين التشريعات المحلية والمتطلبات الدولية.
كما ورد في بيان نتائج الاجتماع أن تركيا منذ 2003 وحتى يوليو 2025 جذبت نحو 282 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وأن عام 2025 وحده حتى يوليو شهد ارتفاعًا في هذه الاستثمارات ليصل إلى نحو 13.8 مليار دولار مقارنة بـ11.3 مليار في 2024.
من الجدير بالذكر أن الاجتماع شهد توقيع مذكرة تفاهم بين مكتب الاستثمارات الرئاسي التركي (Presidential Investment & Finance Office) وشركة Amadeus لتعزيز نظام السفر والنقل الرقمي في تركيا، ما يؤشر إلى أن التركيز ليس على جذب رؤوس الأموال فحسب، بل ضمان ابتكارات في التكنولوجيا السياحية واللوجستية.
التحديات والمآخذ
على الرغم من الصورة الكبيرة التي رسمها هذا الاجتماع، هناك ملاحظات يجب أخذها في الحسبان:
الفارق بين “قيمة الشركات المشاركة” و”الاستثمارات الفعلية”
الرقم 15 تريليون دولار يُعبر عن الحجم الكلي للشركات المعنية، وليس عن مشاريع تُنفَّذ فورًا بهذا الرقم.
التنفيذ والمصداقية
كثير من الاجتماعات العالمية تخرج بتوصيات كبيرة، لكن التنفيذ الفعلي يعتمد على القوانين والتطبيق ومتابعة المشاريع في الميدان.
المخاطر الاقتصادية العالمية
الاقتصاد العالمي يواجه تحديات مثل التضخم، تكاليف الطاقة، تذبذب العملات، والأزمات الجيوسياسية — عوامل قد تؤثر على رغبة المستثمرين بالتعهد طويل الأجل.
مصداقية الأرقام وتفاوت المصادر
بعض المصادر تقول 33 شركة فقط، وبعضها 35؛ وبعضها تذكر القيمة “تُقارب” 15 تريليون. هذا اختلاف طبيعي في التغطيات الصحفية، لكنه يجب التنويه إليه عند عرض الخبر.
