مرسيدس تطلق محركًا كهربائيًّا بوزن 127 كغ وقوة 1000 حصان
في خطوة تكنولوجية تُعدّ من أبرز ما يشهده قطاع السيارات الكهربائية خلال السنوات الأخيرة، كشفت مرسيدس عبر شركة YASA التابعة لها عن محرك كهربائي جديد مصمَّم بتقنية «التدفق المحوري» (Axial Flux) غيّر معه مفاهيم الأداء والفخامة. إذ يبلغ وزن هذا المحرك نحو 127 كغ، بينما يصل إلى قوة تشغيل قصوى تُقارب 1000 حصان – ما يجعله من أخفّ وأقوى المحركات في فئته.
تكمن أهمية هذا الإنجاز في تركيبة الوزن/القوة، إذ أن الحصول على قوة بهذا الحجم في محرك كهربائي بهذا الوزن يُعدّ تحديًا هندسيًا بالغ التعقيد. فإلى جانب رفع معدل القوة، كان التحدي كبيرًا في تقليل الوزن، وضبط إدارة الحرارة، وضمان استقرار الأداء على مدى الاستخدام.
وتعتبر YASA – التي استحوذت عليها مرسيدس في عام 2021 – من الشركات الرائِدة في تقنيات المحركات الكهربائية عالية الأداء، وقد طوّرت سابقًا محركات صغيرة الحجم وخفيفة الوزن موجهة للسيارات الرياضية والهجينة. ومع الإطلاق الجديد، يبدو أن مرسيدس تستعد لدخول مرحلة جديدة جدًا في مجال السيارات الكهربائية والفخمة، حيث الأداء المتطرف لا يُضحي بها بأي ثمن.
لماذا وزن 127 كغ مهم؟
– الوزن المنخفض للمحرك يتيح توزيعًا أفضل للوزن داخل السيارة، ما يُحسّن الثبات والتوجيه.
– يقلّل من الكتلة العامة للمركبة، ما يسمح بزيادة كفاءة البطارية أو تقليل حجمها دون التضحية بالأداء.
– يُعدّ مؤشرًا على تميز التقنية، فكلما قلّت الكتلة مقابل القوة زاد التميّز الهندسي.
كيف وصلت مرسيدس لهذا المستوى؟
بحسب ما أعلنته الشركة، فإن التقنية المركزية لهذا المحرك تعتمد على تصميم «التدفق المحوري» الذي يُسهّل بناء محرك مضغوط ذو كثافة قدرة عالية، مقارنة بالتصاميم التقليدية. كما أن إدارة الحرارة والبُنى الداخلية تمت إعادة هندستها لاستخدام مواد مكافئة ومتوائمة مع الإنتاج التجاري، ما يُشير إلى أن هذا المحرك ليس مجرد نموذج تجريبي، بل جزء من خارطة مستقبلية سيتم تطبيقها في سيارات الإنتاج.
ما هي التطبيقات المتوقعة؟
تشير المؤشرات إلى أن سيارات مرسيدس-AMG الكهربائية القادمة – وربما علاماتها المصنعة تحت فئة السيارات الفخمة عالية الأداء – ستعتمد على هذا المحرك أو ما يماثله من تقنية YASA. ومع دخول المنافسة الشرسة في سوق السيارات الكهربائية عالية الأداء، فإن مرسيدس توجّه رسالة واضحة بأنها ليست مستهلكًا للتقنية فقط، بل مصنّعة لها ومستعدة لتقديم الأفضل.
ماذا يعني للمستهلك؟
أداء أسرع وأكثر استجابة بفضل المحرك الخفيف والقوي.
قد تؤدي هذه التقنية إلى تقليل حجم محركات الدفع الكهربائي المدمج في السيارات، ما يوفر مساحة داخلية أو يسمح بتصميمات أكثر جرأة.
ربما رؤية سيارات تحقق تسارعًا وتشغيلًا مذهلين دون التضحية بالوزن أو الكفاءة.
في الختام
إن ما كشفته مرسيدس اليوم ليس مجرد رقم على ورقة، بل نقلة نوعية في مفهوم المحرك الكهربائي. المحرك الذي يزن 127 كغ ويُنتج نحو 1000 حصان يُمثّل تجسيداً لرؤية شركة تسعى إلى دمج الأداء الفائق بتقنيات الاستدامة، وعلى منصة سياراتها الفخمة القادمة أن تكون شاهدة على هذا الانتقال.