انطلاق مهرجان البقلاوة الدولي في قبرص التركية بمشاركة واسعة
كيرينيا – انطلقت في جمهورية شمال قبرص التركية فعاليات مهرجان البقلاوة الدولي الرابع عشر، الذي تنظمه جمعية منتجي البقلاوة والحلويات (بكتاد) بمشاركة رسمية وشعبية واسعة من تركيا وشمال قبرص. ويأتي المهرجان هذا العام تأكيدًا على أهمية التراث الثقافي والغذائي المشترك بين الدول التركية، وترسيخًا لمكانة البقلاوة كرمز من رموز المطبخ العثماني والتراث التركي المتجذر.

أقيمت الفعاليات في المرفأ القديم بمدينة كيرينيا، بحضور رئيس جمهورية شمال قبرص التركية توفان أرهورمان، ونائب رئيس الوزراء فكري أتا أوغلو، ورئيس بلدية كيرينيا مراد شنكول، إلى جانب شخصيات ثقافية وفنية وضيوف من تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية.
المهرجان الذي نظم بالتعاون مع وزارة السياحة والثقافة والشباب والبيئة في شمال قبرص وبلدية كيرينيا، شهد عروضًا موسيقية ورقصات فولكلورية من فرق قادمة من تركيا وشمال قبرص، إضافة إلى تقديم أنواع متعددة من الحلويات التقليدية، كان أبرزها البقلاوة التركية التي تم توزيعها على الحضور في أجواء احتفالية مميزة.

تعزيز الروابط الثقافية بين الدول التركية
في كلمة ألقاها خلال حفل الافتتاح، أعرب نائب رئيس الوزراء فكري أتا أوغلو عن شكره لجمعية بكتاد على تنظيم المهرجان في شمال قبرص بعد نجاحه في كل من تركيا وأذربيجان، مؤكدًا أن مثل هذه الفعاليات تسهم في تعزيز الروابط الثقافية والتاريخية بين الدول التركية.
وأضاف أتا أوغلو أن جمهورية شمال قبرص التركية تمثل “الوجه الجنوبي للعالم التركي”، وأنها قطعت شوطًا كبيرًا في مجال السياحة، مشيرًا إلى مشروع جديد يحمل اسم “جزيرة قبرص” يهدف إلى جعل الجزيرة وجهة سياحية مفضلة لمواطني الدول التركية.
كما دعا أتا أوغلو أبناء الشعب التركي والشعوب الناطقة بالتركية إلى قضاء عطلاتهم في شمال قبرص، دعمًا للسياحة المحلية وتعزيزًا للتعاون الثقافي والاقتصادي بين الشعوب التركية.

رئيس بلدية كيرينيا: البقلاوة أصبحت رمزًا لمدينتنا
من جانبه، أكد رئيس بلدية كيرينيا مراد شنكول أن البقلاوة التي يصنعها الحلوانيون القادمون من مختلف مدن تركيا أصبحت اليوم نكهة مميزة تُعرّف بالمدينة، مشيرًا إلى أن هذا المهرجان أصبح تقليدًا سنويًا ينتظره السكان والزوار.
وقال شنكول: “لقد نشأنا على هذه النكهة منذ الطفولة، والبقلاوة اليوم تجمع بين الذوق والتراث، فهي رمز يجسد الصداقة بين تركيا وشمال قبرص التركية”.
كما أوضح أن تنظيم المهرجان في شمال قبرص بعد أذربيجان يُعد خطوة رمزية مهمة، تُظهر وحدة العالم التركي، وأضاف: “نريد أن نجعل من جمهورية شمال قبرص التركية دولة تتألق في العالم، وأن نُظهر للعالم غنى ثقافتنا ومطبخنا”.
“البقلاوة تركية… لأنها تحمل روح الأناضول”
في كلمته خلال المهرجان، قال رئيس جمعية بكتاد محمد يلدريم إن البقلاوة ليست مجرد حلوى تقليدية، بل هي “نتاج ثقافة وتاريخ وعمل إنساني متواصل عبر قرون”.
وأضاف: “نحن لا نحتفل فقط بنكهة حلوى، بل نكرّم عمل الأيادي التركية التي صنعتها بحب وإتقان. فالبقلاوة تركية لأنها تحمل في عجينها جهد الأناضول، وفي شرابها خصوبة بلاد ما بين النهرين، وفي تفاصيلها دقة القصور العثمانية”.
وأكد يلدريم أن الجمعية تواصل العمل على دعم إنتاج البقلاوة وتطوير صادراتها، مشيرًا إلى أن قيمة صادرات البقلاوة التركية وصلت إلى ما بين 600 و700 مليون ليرة بفضل الجهود التي بذلتها الجمعية خلال السنوات الأربع الماضية.
مهرجان يجمع بين الفن والطعم
تخللت فعاليات المهرجان عروض رقصات شعبية قدمتها فرق فنية من تركيا وشمال قبرص، إلى جانب مسابقات في فنون إعداد البقلاوة وأفضل العروض التقديمية، وسط حضور جماهيري كبير من السكان والسياح.
كما تم تقديم أنواع مختلفة من الحلويات التقليدية من المطبخ القبرصي، مما أضفى على الحدث طابعًا متنوعًا يجمع بين التراث التركي والقبرصي في لوحة ثقافية واحدة.
ويهدف المهرجان، بحسب القائمين عليه، إلى التعريف بالمأكولات التركية التقليدية وتعزيز حضورها عالميًا، فضلًا عن دعم الحرفيين والعاملين في مجال الحلويات وتشجيع الجيل الجديد على الحفاظ على التراث الغذائي المحلي.
رمز للتراث والضيافة التركية
تُعد البقلاوة واحدة من أقدم وأشهر الحلويات في المطبخ التركي، وتُقدم في المناسبات والأعياد وحفلات الزفاف كرمز للكرم والضيافة. وقد أدرجت منظمة اليونسكو البقلاوة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي تقديرًا لقيمتها التاريخية ومكانتها في الثقافة التركية.
ويُتوقع أن يستمر المهرجان عدة أيام في أجواء احتفالية تعكس روح التعاون الثقافي بين الشعوب التركية، مع فعاليات فنية متنوعة تستقطب الزوار من مختلف الدول.