“24 مهنة مطلوبة في تركيا ورواتبها عام 2025”

“24 مهنة مطلوبة في تركيا ورواتبها عام 2025”
“24 مهنة مطلوبة في تركيا ورواتبها عام 2025”

“24 مهنة مطلوبة في تركيا ورواتبها عام 2025”

 تحولات جذرية في سوق العمل التركي

مع مطلع عام 2025، يشهد سوق العمل في تركيا واحدة من أكبر التحولات خلال العقد الأخير، مدفوعًا بتسارع التكنولوجيا، وارتفاع الطلب في القطاعات الخدمية والصناعية، إلى جانب إعادة هيكلة الاقتصاد التركي بعد التعافي من موجات التضخم والضغوط العالمية.
تقرير نشره موقع Doğruhaber كشف عن قائمة تضم 24 مهنة هي الأكثر طلبًا في تركيا خلال العام، مشيرًا إلى أن هذه المهن تجمع بين مجالات التكنولوجيا، والخدمات اللوجستية، والصحة، والطاقة، والتعليم، والتسويق الرقمي.

ورغم أن تركيا تواجه معدلات بطالة متوسطة تتراوح بين 8 إلى 10%، إلا أن التفاوت بين المهارات المطلوبة والمعروضة يخلق “فجوة وظائف”، ما يجعل بعض التخصصات النادرة تشهد قفزات كبيرة في الرواتب تصل إلى 60% خلال العام الأخير.

 مهندسو البرمجيات والتقنيات الرقمية في الصدارة

يتصدر مهندسو البرمجيات والمبرمجون قائمة المهن الأكثر طلبًا في تركيا لعام 2025، حيث يواصل قطاع التكنولوجيا النمو بدعم من الشركات المحلية والعالمية.
وفقًا للتقرير، تجاوز متوسط رواتب مهندسي البرمجيات الـ40 ألف ليرة تركية شهريًا في المدن الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة وإزمير، بينما وصلت إلى نصف ذلك في المدن المتوسطة.

الطلب الأعلى: شركات الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، وتطبيقات الهواتف الذكية.
الاتجاه العام: الانتقال من البرمجة التقليدية إلى الذكاء الاصطناعي والتحليل السحابي.

ويُقدَّر أن تركيا بحاجة إلى أكثر من 80 ألف متخصص جديد في تكنولوجيا المعلومات بحلول نهاية 2026 لتلبية احتياجات الشركات الناشئة ومراكز البيانات الجديدة.

 المهن الطبية والصحية: مستشفيات خاصة تبحث عن الكفاءات

شهد القطاع الصحي طفرة في الطلب على الممرضين، والفنيين، وأطباء الأسنان، والعلاج الطبيعي.
ويرجع ذلك إلى توسع شبكة المستشفيات الخاصة والاستثمارات الخليجية في القطاع الطبي التركي.

متوسط الرواتب: من 25 ألف إلى 55 ألف ليرة شهريًا.
الوظائف الأبرز: الممرضون، أخصائيو العلاج الطبيعي، أطباء الأشعة، وأطباء الأسنان.

كما زاد الطلب على الممرضين القادرين على العمل بلغات أجنبية، خاصة الألمانية والعربية، لتلبية احتياجات السياحة العلاجية التي أصبحت مصدر دخل مهم لتركيا.

 المهندسون الصناعيون والميكانيكيون: عصب التصنيع التركي

القطاع الصناعي، وخاصة الصناعات الميكانيكية والإلكترونية والسيارات، يشهد ازدهارًا مع ارتفاع حجم الصادرات إلى أوروبا والشرق الأوسط.
لذلك، يظل المهندس الصناعي والمهندس الميكانيكي من بين الوظائف الذهبية.

رواتب المهندسين المبتدئين: 22 – 28 ألف ليرة.
المهندسين ذوي الخبرة: 40 – 60 ألف ليرة.
أعلى الطلب: مصانع السيارات في بورصة وقوجالي، والصناعات الثقيلة في غازي عنتاب.

"نهضة المهن الصناعية في تركيا 2025"

 التعليم والتدريب المهني: عودة المعلم إلى الواجهة

مع اتساع التعليم الخاص والدولي، برزت الحاجة إلى معلمين متخصصين في اللغات الأجنبية، والعلوم، والبرمجة، والذكاء الاصطناعي.
تزايد الطلب على المعلمين الذين يجيدون الإنجليزية أو الألمانية، خصوصًا في المدارس الدولية بإسطنبول وأنقرة.

رواتب المعلمين: من 18 إلى 35 ألف ليرة، وقد تصل إلى 50 ألف ليرة في المدارس الأجنبية.

كما توسع قطاع التعليم المهني والتقني بدعم حكومي لتقليص الفجوة بين التعليم وسوق العمل.

 السائقون والعمال المهرة: الطلب يرتفع بفضل التجارة الإلكترونية

يشهد قطاع الخدمات اللوجستية والنقل ازدهارًا نتيجة انتشار التجارة الإلكترونية وارتفاع الطلب على خدمات التوصيل.
ارتفع الطلب على سائقي الشاحنات، وسائقي النقل بين المدن، وسائقي الدراجات للتوصيل المحلي.

رواتب السائقين: بين 17 و30 ألف ليرة شهريًا حسب نوع المركبة والمسافة.
الاتجاه الجديد: زيادة الطلب على السائقين الذين يمتلكون تراخيص دولية.

العمال المهرة مثل اللحامين، والفنيين الكهربائيين، وعمال الصيانة، لا يزالون من الفئات المطلوبة بسبب ندرة الكفاءات في بعض المدن الصناعية.

 

التسويق الرقمي والمحتوى الإبداعي: نجم الاقتصاد الجديد

مع توسع التجارة الإلكترونية والمنصات الرقمية، أصبح المسوقون الرقميون، وكتّاب المحتوى، ومديرو وسائل التواصل الاجتماعي من أكثر الوظائف طلبًا في الشركات التركية.

الرواتب: من 20 إلى 45 ألف ليرة حسب الخبرة والشركة.
المهارات المطلوبة: إدارة الحملات الإعلانية، تحسين محركات البحث (SEO)، وإنشاء محتوى مرئي للعلامات التجارية.

تزايد الطلب أيضًا على المؤثرين (Influencers) ومديري الحملات الإعلانية الرقمية بعد ارتفاع نسبة المبيعات عبر الإنترنت بنسبة 28% في عام واحد.

 قطاع الطاقة والبيئة: وظائف خضراء لمستقبل مستدام

تزامنًا مع التحول إلى الطاقة المتجددة، ارتفع الطلب على المهندسين البيئيين، ومهندسي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وتشجع الحكومة التركية الاستثمارات في هذا المجال ضمن رؤية 2053 للطاقة النظيفة.

رواتب المهندسين في الطاقة المتجددة: 30 – 60 ألف ليرة شهريًا.
الوظائف الأعلى نموًا: فني تركيب الألواح الشمسية، مهندس بيئة، خبير كفاءة الطاقة.

المحامون والمستشارون القانونيون: عصر التشريعات الجديدة

مع التوسع التجاري، ازدادت الحاجة إلى محامين ومستشارين قانونيين متخصصين في العقود التجارية، وقوانين الشركات، وحماية البيانات.

الرواتب: 25 – 70 ألف ليرة حسب حجم الشركة.
الطلب الأعلى: شركات الاستثمار الأجنبي والبنوك وشركات التكنولوجيا.

كما بدأ ظهور مجال جديد في تركيا: قانون الذكاء الاصطناعي، الذي يستقطب محامين يجمعون بين الخبرة التقنية والقانونية.

 العاملون في القطاع المالي والمصرفي

شهد القطاع المصرفي والمالي في تركيا نمواً بعد استقرار سعر الليرة النسبي وتحسن البيئة الاستثمارية.
تزايد الطلب على المحللين الماليين، ومديري المحافظ الاستثمارية، وخبراء المخاطر.

الرواتب: من 28 إلى 65 ألف ليرة، مع مكافآت وحوافز تصل إلى 30%.
الاتجاه: التحول نحو التكنولوجيا المالية (Fintech) والخدمات الرقمية المصرفية.

 الأمن السيبراني وتحليل البيانات

يُعدّ الأمن السيبراني من أسرع المهن نموًا في تركيا، خصوصًا بعد زيادة الهجمات الإلكترونية على الشركات والمؤسسات الحكومية.
الخبراء في هذا المجال يتقاضون من 40 إلى 80 ألف ليرة شهريًا، مع إمكانية مضاعفة الدخل عند العمل كمستشارين مستقلين.

كما ارتفع الطلب على محللي البيانات وخبراء الذكاء الاصطناعي في البنوك وشركات التكنولوجيا، ما يجعل هذا المجال أحد أكثر القطاعات المستقبلية جذبًا للكوادر الشابة.

 فجوة المهارات وسباق الجامعات لسدّ العجز

تشير بيانات وزارة العمل التركية إلى أن أكثر من 45% من الشباب لا يمتلكون المهارات المطلوبة في سوق العمل الحديث، ما دفع الجامعات ومراكز التدريب إلى تطوير برامج سريعة في التكنولوجيا، والتسويق، والذكاء الاصطناعي.

الجامعات التركية أطلقت منذ عام 2023 أكثر من 120 برنامجاً جديداً في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، لتأهيل الطلبة للمهن المستقبلية.

كما أن التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص يهدف إلى خلق نصف مليون فرصة عمل جديدة سنويًا ضمن خطة “Türkiye Yetenek 2030”.

خريطة عمل جديدة لتركيا المستقبل

يمثل عام 2025 نقطة تحول حقيقية في سوق العمل التركي، حيث تتصدر التكنولوجيا، والطاقة، والصحة، والتعليم، والمهن الرقمية المشهد.
ورغم التحديات المرتبطة بالتضخم وسوق الصرف، فإن فرص العمل المتاحة تُظهر تحول تركيا إلى مركز إقليمي للمواهب في مجالات التكنولوجيا والصناعة الحديثة.

ويختتم التقرير بتوصية واضحة:

“المستقبل لمن يتعلم بسرعة ويتكيّف مع التغيير”.
المهارات الرقمية، واللغات الأجنبية، والتفكير التحليلي، لم تعد مجرد ميزات… بل شروط أساسية للنجاح في سوق العمل التركي الجديد.

مشاركة على: