كاجير : تركيا أصبحت مركزاً عالمياً للإنتاج والتصدير
أنقرة – 6 نوفمبر 2025
أعلن وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي، محمد فاتح كاجير، أن تركيا قد تحوّلت إلى واحدة من أهم مراكز الإنتاج في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الصناعة التركية حقّقت نمواً كبيراً، وأن الصادرات التركية ارتفعت من 36 مليار دولار إلى نحو 270 مليار دولار — أي بزيادة تُقدَّر بنحو ثمانِ مرات — خلال فترة رئاسة حكومة حزب العدالة والتنمية.
فيه التفاصيل
خلال زياراته إلى محافظة شرناخ، حيث شارك في فعاليات مع المسؤولين المحليين والقيادات الصناعية، قال كاجير: “لقد قمنا بزيادة صادراتنا من 36 مليار دولار إلى 270 مليار دولار، وزاد الإنتاج الصناعي بشكل ضخم… تركيا أصبحت رقم 1 في إنتاج الحديد والصلب في أوروبا، ورقم 1 في إنتاج المركبات التجارية، وأيضاً في السلع البيضاء والألواح الشمسية.”
وأضاف الوزير أن هذا التحول الصناعي جاء نتيجة جهود متواصلة منذ نحو 23 عاماً، وقال: “نقلنا تركيا إلى مرحلة جديدة، حيث لم يعد كل شيء كما كان، غرباً شرقاً، شمالاً جنوباً… كل منطقة في تركيا اليوم تشارك في هذا النمو.”
المؤشرات المتوفّرة
من المصادر الرسمية: في مقال نُشر على موقع Invest Turkey بشأن القمة التقنية Bloomberg HT Technology Summit، ذكر أن تركيا تسلّمت تصنيفات وإحصاءات أظهرت صعودها في قدرة الإنتاج والتكنولوجيات المتقدمة، بما في ذلك زيادة في صادرات التكنولوجيا المتوسّطة والعالية إلى نحو 90 مليار دولار، من ضمن إجمالي صادرات بلغت 263 مليار دولار.
أيضاً، في قطاع السيارات، أفادت تقارير صناعية بأن إنتاج السيارات ارتفع من نحو 357 ألف سيارة إلى نحو 1.468 مليون سيارة سنوياً في سنوات سابقة.
إلا أن الرقم المحدّد “270 مليار دولار صادرات” بصراحة لم يُتحقق من مصدر مستقل حتى الآن. لذلك، ينبغي التعامل معه باعتباره تصريحاً وزارياً وليس إحصاءً نهائياً موثقاً من هيئة مستقلة.
تحليل: ماذا يعني هذا التحول؟
اقتصادياً: هذا التوجّه يعكس سعي تركيا للانتقال من الاقتصادات التقليدية إلى اقتصادات الإنتاج والتصدير، مع التركيز على صناعات الألواح الشمسية، السيارات، الصلب والسِلع البيضاء.
استراتيجياً: بكونها مركز إنتاج إقليمي، تتطلّع تركيا إلى تعزيز موقعها في سلاسل التوريد العالمية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وفي صناعة التكنولوجيا.
اجتماعياً: هذا النمو الصناعي يسهم في خلق فرص عمل وتحسين البُنى التحتية الصناعية، لا سيما في المناطق الأقل نمواً مثل شرناخ، التي زارها الوزير.
تحديات ومتطلّبات
رغم التصريحات المتفائلة، هناك تحديات مهمة:
الوصول إلى قيمة تصدير 270 مليار دولار يتطلّب ثباتاً في الأسواق الدولية، والاستقرار النقدي وتحسّن بيئة الاستثمار.
تعزيز البحث والتطوير والابتكار لكي لا يكتفي الإنتاج بكمّ أكبر فقط، بل جودة أعلى وقيمة مضافة أكبر.
معالجة الفوارق التنموية بين المناطق، وهو ما أشار إليه الوزير بأن “هناك فرقاً في التنمية بين مدننا ومناطقنا ولم ننهه بعد”.
خلفية وزارية وإنتاجية
يُذكَر أن محمد فاتح كاجير تولى منصب وزير الصناعة والتكنولوجيا منذ يونيو 2023. وخلال سنوات عمله في الوزارة، ركّز على تحفيز الإنتاج المحلي، تشجيع الاستثمارات الكبرى في قطاع السيارات والتكنولوجيا، وتوسيع البنية التحتية للمناطق الصناعية.
التطلّع نحو المستقبل
قال الوزير كاجير إن “رحلة الاستقلال الكامل” في التكنولوجيا والإنتاج مستمرة، مشيراً إلى أن المشاريع الكبرى في الشرق والجنوب الشرقي ستكون جزءًا من هذا المسار، مع التركيز على زيادة الصادرات إلى دول الجوار مثل العراق وسوريا، وتعزيز القيمة المضافة للمنتَج المحلي.
وأشار إلى أن وكالة ανάπτυma الإقليمية ووزارة الصناعة تدعمان المشاريع في شرناخ بملايين الليرات من الدعم التمويلي والخصومات الضريبية، للإسراع بتحوّلها إلى مركز صناعي.