استثمار روسي بملايين الدولارات لإنشاء مركز سياحي ضخم

تستعد روسيا لتنفيذ مشروع سياحي ضخم في منطقة بورياتيا الواقعة بالقرب من بحيرة بايكال الشهيرة، وذلك باستثمار يصل إلى نحو 900 مليون دولار أمريكي، أي ما يعادل تقريبًا 90 مليار روبل روسي، بحسب ما تم الإعلان عنه في وسائل الإعلام الروسية المتخصصة في قطاع السياحة والاستثمار.

ووفقًا للتفاصيل التي نُشرت  فإن المشروع الجديد يهدف إلى إنشاء مركز سياحي متكامل يضم فنادق ومنتجعات ومنشآت ترفيهية ورياضية، إلى جانب مرافق بيئية وصحية مخصصة للعائلات والسياح الدوليين، وذلك في إطار خطة الحكومة الروسية لتوسيع نطاق السياحة الداخلية وتنويع مصادر الدخل.

كما أوضح التقرير أن المشروع سيتم تنفيذه ضمن شراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث ستتولى شركات روسية محلية إدارة عمليات التطوير والبناء، بإشراف من وزارة التنمية الاقتصادية الروسية وعدد من الجهات المعنية بالاستثمار والسياحة.

وبحسب ما تم الإعلان عنه، فإن المركز السياحي سيقام في منطقة "Green Flow Baykal"، وهي منطقة تُعد من أجمل الوجهات الطبيعية في شرق روسيا، وتُعرف بتنوعها البيئي وثرائها الطبيعي، ما يجعلها من المواقع المميزة لتطوير السياحة البيئية والمستدامة.

وخلال اجتماع رسمي عُقد في العاصمة موسكو، قدّم ممثلو الحكومة الروسية والمسؤولون الإقليميون عرضًا تفصيليًا حول المشروع الذي يُتوقع أن يوفر مئات فرص العمل الجديدة، ويسهم في رفع عدد الزوار المحليين والأجانب في المنطقة خلال السنوات المقبلة.

وأوضح المشاركون أن المشروع سيضم أكثر من 100 منشأة سياحية وخدمية بين فنادق ومطاعم ومراكز علاج طبيعي، إلى جانب بنية تحتية متكاملة تشمل الطرق وخطوط النقل والمياه والطاقة، وهو ما يعكس التوجه الروسي المتزايد نحو الاستثمار في السياحة الداخلية في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.

وتشير التقديرات الأولية، بحسب ما نُشر في وسائل الإعلام الروسية، إلى أن المشروع سيُنفذ على عدة مراحل تمتد حتى عام 2030، مع البدء في الأعمال التحضيرية خلال العام المقبل، على أن يبدأ استقبال الزوار تدريجيًا بعد اكتمال المرحلة الأولى من التطوير.

ويرى خبراء السياحة أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية روسيا لتعزيز السياحة المحلية وجعلها بديلاً جزئيًا للسياحة الخارجية، خاصة بعد ارتفاع الإقبال الداخلي على الوجهات الطبيعية مثل بحيرة بايكال وجبال الأورال وساحل البحر الأسود.

كما أشار الخبر إلى أن هذا المشروع يعد من بين أكبر الاستثمارات السياحية في شرق روسيا خلال السنوات الأخيرة، ومن المتوقع أن يساهم في تحريك الاقتصاد المحلي وجذب الاستثمارات الأجنبية في مجالات الضيافة والخدمات.

ورغم أن المشروع لا يزال في مراحله الأولى، إلا أن إعلان الاستثمار الكبير يعكس رغبة الحكومة الروسية في تحويل منطقة بايكال إلى مركز جذب عالمي للسياحة البيئية، بما يتماشى مع رؤية موسكو لتطوير البنية التحتية وتحقيق تنمية متوازنة بين المناطق.

يُذكر أن بحيرة بايكال تُعد أعمق بحيرة مياه عذبة في العالم وأحد مواقع التراث الطبيعي العالمي المسجلة لدى منظمة اليونسكو، ما يمنح المشروع أهمية بيئية وسياحية مضاعفة، ويجعل المنطقة من الوجهات المرشحة لتكون محورًا أساسيًا للسياحة المستدامة في المستقبل.