لوحة "كيزيلاي" في أنقرة تتجدد للمرة الثالثة

لوحة "كيزيلاي" في أنقرة تتجدد للمرة الثالثة
لوحة "كيزيلاي" في أنقرة تتجدد للمرة الثالثة

لوحة "كيزيلاي" في أنقرة تتجدد للمرة الثالثة

شهدت العاصمة التركية أنقرة حدثًا لافتًا في الأيام الأخيرة، بعد أن قامت بلدية المدينة بإعادة تركيب لوحة “Kızılay” الشهيرة الواقعة عند تقاطع شارع كينيدي (Kennedy Caddesi) في حي تشانكايا (Çankaya)، وذلك للمرة الثالثة خلال فترة زمنية قصيرة، إثر تعرضها للسرقة أو الإتلاف المتكرر.

اللوحة التي أصبحت رمزًا حضريًا شهيرًا للمدينة، باتت خلال الأشهر الأخيرة نقطة جذب للزوار والمقيمين، وخصوصًا فئة الشباب الذين يتوافدون لالتقاط الصور أمامها ومشاركتها على منصات التواصل الاجتماعي، مما جعلها جزءًا من الهوية المرئية لمنطقة كيزيلاي، ومعلماً غير رسمي يعكس روح العاصمة الحديثة.

ويُظهر المشهد أمام اللوحة ازدحامًا مستمرًا من الزوار الذين يصطفون لالتقاط الصور التذكارية، في مشهد بات مألوفًا لسكان المنطقة. وأكد عدد من أصحاب المتاجر والمطاعم القريبة أن اللوحة تحولت إلى “نقطة توقف إجبارية” لكل من يزور كينيدي كاديسي، إذ لا تمر ساعات قليلة دون أن يتجمع حولها أشخاص يحملون هواتفهم للتصوير.

لوحة "كيزيلاي" في أنقرة تتجدد للمرة الثالثة

وقالت إحدى العاملات في مطعم قريب من الموقع:

“كل يوم تقريبًا يأتي أشخاص جدد، بعضهم يصعد فوق اللوحة لالتقاط صور. تمت إزالة اللوحة مؤخرًا بعد أن تضررت، لكن البلدية أعادتها في اليوم التالي”.

كما أوضحت سيدة تُدعى دليلك أورمان أنها جاءت مع ابنتها من مدينة أنطاليا خصيصًا لالتقاط الصور أمام اللوحة الشهيرة، مشيرة إلى أن ابنتها تابعت المنشورات المنتشرة عنها على وسائل التواصل الاجتماعي وأصرت على زيارتها. وأضافت:

“لم أكن أعلم أن هذه اللوحة مشهورة إلى هذا الحد، لكننا شعرنا بسعادة ونحن نلتقط الصور أمامها.”

لوحة "كيزيلاي" في أنقرة تتجدد للمرة الثالثة

تكرار تجديد اللوحة للمرة الثالثة أثار تفاعلًا واسعًا عبر الإنترنت، حيث اعتبر كثير من المستخدمين أن الحادثة تعبّر عن جانب من الظواهر الاجتماعية الجديدة في المدن الكبرى، حيث تتحول العناصر الحضرية البسيطة — مثل لوحة شارع أو جدارية — إلى نقاط جذب ثقافية وسياحية بسبب انتشارها على السوشيال ميديا.

في المقابل، يرى بعض المراقبين أن تكرار الإتلاف يشير إلى ضعف في الوعي بأهمية الحفاظ على الممتلكات العامة، مما يستدعي تشديد الرقابة أو استخدام مواد أكثر متانة في التصاميم الجديدة. ويقترح آخرون أن تُنقل اللوحة إلى موقع أكثر أمانًا مع ترك نسخة رمزية مخصصة للزوار الراغبين بالتصوير، لتقليل الخسائر المادية الناجمة عن الاستبدال المتكرر.

من جانبها، أكدت بلدية أنقرة أنها مستمرة في تنفيذ أعمال الصيانة الدورية لجميع اللوحات والعلامات الإرشادية في المدينة، موضحة أن إعادة تركيب لوحة “Kızılay” يأتي ضمن خطة للحفاظ على المظهر الحضري وتعزيز الهوية البصرية للعاصمة. كما شددت البلدية على أهمية تعاون السكان والزوار في حماية الممتلكات العامة التي تعكس صورة المدينة أمام العالم.

لوحة "كيزيلاي" في أنقرة تتجدد للمرة الثالثة

ويُذكر أن منطقة كيزيلاي (Kızılay) تُعد القلب النابض للعاصمة أنقرة، وتضم أهم المؤسسات الحكومية والتجارية، إلى جانب المقاهي والمحال والمطاعم، ما يجعلها من أكثر المناطق ازدحامًا وحيوية في تركيا.

تجديد اللوحة للمرة الثالثة يُعيد تسليط الضوء على العلاقة بين الإنسان والمدينة في العصر الرقمي، حيث أصبحت “اللقطة المصوَّرة” جزءًا من التجربة الحضرية ذاتها، لتتحول عناصر البنية التحتية إلى رموز ثقافية جديدة بفضل التفاعل الجماعي عبر الإنترنت.

وفي ظل استمرار الاهتمام الشعبي باللوحة، يتوقع أن تظل “Kızılay” في صدارة المشاهد المألوفة لأنقرة الحديثة، سواء كرمز حضري أو كظاهرة رقمية تجمع بين روح المدينة القديمة ونبضها العصري.

مشاركة على: