إضافة 500 ميغاوات لمحطة كارابينار تعزّز إنتاج الطاقة النظيفة في تركيا
أعلنت كاليون للطاقة عن تنفيذ توسعة مهمة في محطة كارابينار للطاقة الشمسية (GES)، بإضافة قدرة إضافية تبلغ 500 ميغاواط، في خطوة تهدف إلى تعزيز إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وفقًا لما أوردته وكالات الأنباء، فإن الأعمال الميدانية قد بدأت بالفعل، وتشمل إنشاء محطات فرعية (محطة تحويل / trafo) لتنظيم الطاقة المضافة. المدير التنفيذي في كاليون، مرطزة آتا (Murtaza Ata)، صرح بأن التحضير الكامل للبنية التحتية قد تم، وأن التوسعة الرئيسية ستبدأ في عام 2026، مع التوقع أن تكتمل في غضون عام واحد من بدء البناء.
بعد التوسعة، من المتوقع أن تصل السعة المركّبة لمحطة كارابينار إلى 1850 ميغاواط، وهي طاقة ضخمّة تساهم في تعزيز قدرة الشبكة الوطنية على إنتاج الكهرباء النظيفة. أما الإنتاج السنوي المتوقع من المحطة بعد التوسعة فقد قُدّر بحوالي 4 مليار كيلوواط-ساعة من الطاقة الشمسية.
ويشير آتا إلى أن هذا الاستثمار الكبير لا يخدم فقط الأهداف البيئية، بل يحمل أيضًا أبعادًا اقتصادية مهمة، حيث إنه سيوفّر ما يعادل جزءًا كبيرًا من استيراد الغاز الطبيعي عبر إنتاج كهرباء محلية، ويُساهم في تخفيف الضغط على الموازنة التجارية للدولة.
من جهة البنية التحتية، ستُستخدم في هذا التوسيع ما يقارب مليون لوح شمسي إضافي، معتمدين على نسبة عالية من الإنتاج المحلي. كاليون أكّدت أن الألواح التي ستُستخدم في التوسعة تأتي من مصنعها المحلي، وهذا يبرهن على التزام الشركة بتحقيق نسبة عالية من التوطين في مكونات الطاقة المتجددة.
المشروع قائم على مساحة شاسعة جدًا في كارابينار بمحافظة قونية، وقد تم إنشاء المحطة الأصلية على أرض واسعة جدًا، ما يجعلها من أكبر محطات الطاقة الشمسية من حيث الألواح والطاقة المنتجة. وفق موقع كاليون، المحطة تغطي ما يقارب 20 مليون متر مربع — ما يعادل آلاف ملاعب كرة القدم — وتُضم ملايين الألواح الشمسية.
من الناحية البيئية، يُتوقع أن تسهم هذه التوسعة في تقليل انبعاثات الكربون على نحو كبير، بالإضافة إلى أن إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بدلاً من محطات الفحم أو الغاز يخفف من الأثر البيئي ويعزز الاستدامة. في الواقع، تسهم المحطة الأصلية بالفعل في خفض انبعاثات ضخمة، وتسهم في تعزيز أمن الطاقة المحلي.
هذه الخطوة من كاليون تأتي أيضًا ضمن استراتيجية أوسع لتعزيز الطاقة المتجددة في تركيا، حيث تسعى الشركة إلى توسيع محفظتها من المشاريع النظيفة، وتعمل على تحقيق أهدافها في الطاقة المستدامة من خلال استثمارات نوعية في الألواح الشمسية والتقنيات الحديثة.
وأضاف آتا أن التوسعة ستدعم أيضًا الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل أثناء مرحلة البناء، وكذلك من خلال التشغيل المستمر للمرافق الجديدة، الأمر الذي يُسهم في تنمية مناطق محيطة بالمحطة.
ختامًا، يمثل هذا المشروع نموذجًا واضحًا لكيفية الجمع بين النمو الاقتصادي والطاقة النظيفة، ويعكس التزام كاليون والطرف التركي بالكامل بدور محوري في مستقبل الطاقة المستدامة، مع رؤية لتحقيق مزيد من التوسع في الطاقة المتجددة في السنوات القادمة.