الأحياء المغلقة أمام الإقامة في أنقرة.. خريطة التحديثات الجديدة

الأحياء المغلقة أمام الإقامة في أنقرة.. خريطة التحديثات الجديدة
الأحياء المغلقة أمام الإقامة في أنقرة.. خريطة التحديثات الجديدة

الأحياء المغلقة أمام الإقامة في أنقرة.. خريطة التحديثات الجديدة

إسطنبول – نيو ترك بوست

على الرغم من أن أنقرة ليست من الولايات الحدودية أو ذات الكثافة المرتفعة مثل إسطنبول وغازي عنتاب، فإنها شهدت خلال العامين الأخيرين سلسلة من القرارات التي تقضي بإغلاق عدد من أحيائها أمام الإقامة الجديدة للأجانب، في خطوة غير مسبوقة للعاصمة التركية التي تُعد مركزًا سياسيًا وإداريًا للدولة ووجهة للطلاب والباحثين عن العمل من داخل وخارج تركيا.

ويأتي هذا التغيير في إطار خطة شاملة تنفّذها وزارة الداخلية وإدارة الهجرة وُصفت بأنها جزء من “سياسة التوازن الديموغرافي” التي تُطبق على جميع الولايات، لكنّ تطبيقها في أنقرة تحديدًا أثار اهتمامًا كبيرًا بسبب طبيعة الولاية ومكانتها السياسية والاقتصادية.

في هذا التقرير تقدم نيو ترك بوست تحليلًا موسّعًا يشرح أسباب الإغلاق، والأحياء المشمولة بالقرار، وتأثير ذلك على الجالية العربية والأجنبية، مع قراءة مستقبلية لما قد يحدث خلال الأشهر القادمة.


أولاً: لماذا تتجه أنقرة لإغلاق أحياء أمام الإقامة؟

1. تزايد الكثافة السكانية في أحياء محددة

وفق بيانات مديرية الهجرة، بعض أحياء أنقرة سجلت ارتفاعًا تجاوز النسبة القانونية للأجانب وهي 20–25%، خاصة:

أحياء طلابية قريبة من الجامعات

أحياء مركزية قريبة من الوزارات والسفارات

مناطق ذات أسعار إيجار منخفضة تجذب الأجانب

هذا التركز السكاني خلق اختلالًا في توزيع السكان داخل العاصمة، خصوصًا في مناطق مثل:

Keçiören

Çankaya (أجزاء معينة)

Altındağ

Mamak


2. الضغط على الخدمات العامة

رغم قوة البنية التحتية في أنقرة، إلا أن بعض المناطق شهدت ضغطًا زائدًا بسبب:

الطلبة الجامعيين

العقود التجارية

العاملين في المؤسسات الدولية

العائلات الأجنبية التي تفضل السكن بالقرب من مراكز النقل والمترو

وبحسب مصادر رسمية، المدارس والمراكز الصحية في بعض الأحياء وصلت إلى نسب استخدام فوق طاقتها.


3. سياسة توزيع الأجانب على الولايات

وزارة الداخلية وضعت خطة رئيسية تهدف إلى:

منع تشكّل أحياء يغلب عليها الأجانب

تخفيف الضغط على الخدمات

إشراك الولايات ذات الكثافة الأقل في توزيع الأجانب

المحافظة على “التجانس الديموغرافي”

وتُعد أنقرة من أكثر الولايات التي يُنقل إليها طلاب أجانب من ولايات نطاق الإغلاق مثل إسطنبول وغازي عنتاب، ما أدى لارتفاع غير متوقع في بعض أحيائها.


4. ارتفاع أسعار الإيجارات في مناطق محددة

نتيجة زيادة الطلب الأجنبي على بعض المناطق داخل العاصمة، ارتفعت أسعار الإيجار بنسبة:

25% في الأحياء القريبة من مراكز الوزارات

40% في الأحياء القريبة من الجامعات

18% في أحياء مركز المدينة

الإغلاق جاء كجزء من محاولة إعادة التوازن إلى السوق العقارية في العاصمة.


ثانياً: ما هي الأحياء المغلقة في أنقرة؟

بحسب تحديثات الهجرة التركية، فإن الأحياء المغلقة تشمل:

1. منطقة Keçiören — كاملة أو بأحياء رئيسية

أحد أكبر أحياء أنقرة وأكثرها ازدحامًا، وتضم:

كثافة طلابية

عائلات أجنبية كبيرة

أسعار إيجارات منخفضة نسبيًا

قرب من مركز المدينة

لذلك تعد من أكثر المناطق تأثرًا.


2. أجزاء من منطقة Çankaya

أكبر منطقة إدارية في أنقرة وأكثرها احتواءً للسفارات والجامعات.
الأحياء القريبة من:

جامعة حجي تبه

جامعة أنقرة

السفارات

مركز المدينة

تشهد كثافة أجنبية كبيرة، لذلك تم إغلاق أجزاء منها أمام الإقامة الجديدة.


3. أجزاء من Altındağ

منطقة ذات طابع شعبي، وتستقطب الأجانب بسبب:

انخفاض أسعار الإيجارات

قربها من المركز التجاري

توفر الخدمات

ومع ذلك تجاوزت النسبة الديموغرافية في عدة أحياء.


4. أجزاء من Mamak

منطقة شرق العاصمة، جذبت آلاف العائلات بسبب الأسعار المنخفضة نسبيًا، ما أدى لإغلاق بعضها.


ثالثاً: ماذا يعني “إغلاق حي أمام الإقامة”؟

عندما يُصنّف الحي على أنه “مغلق للإقامة” فهذا يعني:

لا يمكن تسجيل إقامة جديدة
لا يمكن تجديد إقامة على نفس العنوان
لا يمكن تحويل نوع الإقامة داخل الحي
لا يمكن تسجيل الطلاب الجدد على العنوان
يُستثنى حديثو الولادة فقط

حتى من يمتلك إيجارًا ساريًا لا يستطيع تغيير العنوان إلى حي مغلق.


رابعاً: تأثير الإغلاق على الجالية العربية والأجنبية في أنقرة

1. انتقال قوي نحو أحياء مفتوحة

ازدادت حركة الانتقال نحو:

Yenimahalle

Etimesgut

Sincan

Pursaklar

2. ارتفاع إيجارات المناطق المفتوحة

بعض المناطق شهدت:

زيادة من 20% إلى 35% خلال عام واحد

ضغطًا أعلى على المدارس والمستشفيات


3. تأثير كبير على الطلاب العرب خاصة

الأحياء القريبة من الجامعات كانت الأكثر إغلاقًا، ما أدى إلى:

انتقال طلاب إلى أحياء بعيدة

ارتفاع تكلفة النقل

صعوبة في العثور على السكن


4. تحوّل الأنشطة التجارية

المحال التي تخدم الأجانب قرب الجامعات تأثرت بسبب تغيّر خريطة السكن.


خامساً: هل أنقرة ستغلق أحياء جديدة قريبًا؟

وفق تحليل اتجاهات الهجرة:

1. نعم، احتمال توسّع الإغلاق وارد

خصوصًا في:

Çankaya

Etimesgut

Keçiören

Altındağ

2. وقد تُفتح مناطق جديدة بعد انخفاض الكثافة

الهجرة تُعيد تقييم كل حي كل عدة شهور بناءً على:

عدد المقيمين

تطور البنية التحتية

الضغط على الخدمات

نسبة الأجانب إلى الأتراك


سادساً: لماذا تُعتبر أنقرة حالة فريدة مقارنة بالولايات الأخرى؟

✔ لأنها العاصمة السياسية
✔ لأنها تضم جميع الوزارات والسفارات
✔ لأنها تضم أكبر عدد من الطلاب الأجانب بعد إسطنبول
✔ لأنها تضم واحدة من أكبر الجامعات الحكومية والخاصة
✔ لأنها مركز للوظائف والرواتب الحكومية

بالتالي إدارتها الديموغرافية حساسة جدًا.


سابعاً: توقعات مستقبل الإقامة في أنقرة

في 2025 و2026 من المتوقع:

استمرار سياسة الإغلاق في أكثر الأحياء ازدحامًا

تشديد أكبر في الإقامة السياحية

تدقيق أعلى على طلاب الجامعات

انتقال آلاف الأجانب إلى الولايات المجاورة

فتح مناطق جديدة ضمن مشاريع الإسكان الحكومي

مشاركة على: